-A +A
لطالما وضع السعوديون إغاثة المنكوب ومساعدة المحتاج أولوية على رأس واجباتهم الإنسانية والأخلاقية، وتبنوا حمل الهم العربي على أكتافهم وفي قلوبهم. فبذلوا النفيس الغالي في سبيل تخفيف معاناة الفلسطينيين وغيرهم. وبالأمس في خضم ذروة الأزمة اللبنانية وليلها الحالك الذي مرت به بيروت، اختارت السعودية كعادتها الوقوف مع الشعب اللبناني في محنته بلا مقابل، ودون أن تستغل ذلك في أي شأن غير إنساني أو تتاجر بالقضية لمصالحها بشعارات زائفة وخطب رنانة، كما هو حال بعض الأنظمة التي ما انفكت تسوق الشعارات والأكاذيب في وقت غابت فيه فعلياً عن الدعم الميداني.

الموقف السعودي الثابت والحكيم من انفجار بيروت كان واضحاً في بيانها الرسمي «الوقوف التام والتضامن مع الشعب اللبناني الشقيق».. هذه العبارات الواضحة لا تقبل التأويل ولا تحتمل الخطأ، والتفاعل الحقيقي كان في ميادين بيروت عبر مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة وسيارات الإسعاف ومساندة الطواقم الطبية. ولا خلاف على أن المكانة الرفيعة التي تحظى بها السعودية بصفتها راعية للإسلام والسلام، وتصديها للقضايا الكبرى لتوحيد الصف ورأب الصدع وحصانة العلاقات الإسلامية العالمية، وبذلها الأموال والأرواح والمواقف من أجل ذلك؛ لا تروق بطبيعة الحال للحاقدين الباحثين عن مصالحهم الشخصية، والمتنفعين من الأزمات والخلافات والمواقف المتباينة.


نأى السعوديون حكومة وشعباً عن ربط دعمهم لأي قضية كانت بأي أمر سياسي أو الزج به في أي مساومات ومزايدات، بل كانوا وما زالوا يتعاطون معه على أنه فرض إنساني. رسالة السعودية الأخيرة «حفظ الله لبنان من كل مكروه».