-A +A
ماجد الفهمي
• يقول الشاعر محمد عبدالباري «شَيءٌ يُطلُّ الآنَ مِنْ هذي الذُّرى /‏ أَحتاجُ دَمع الأنبِياءِ لِكَيْ أَرَى»، أما أنا فأحتاج أن أعيد صياغتي، للمفاهيم التي قد لا تُرى، ويبدو أن أهلي في الأهلي يعيشون مرحلة «الربيع الأهلاوي» قياساً بالربيع العربي، فعلى الماضين والقادمين أن يعوا أنه واقع قد وقع وعليهم أن يعايشوه بكل ما فيه.

• فذات الشاعر يقول «النصُّ للعرَّافِ والتّأويلُ لِيْ /‏ يَتَشَاكَسَانِ هُنَاكَ قَالَ وفَسّرَا» ولعلي إن دنوت لمن قال لي، أنْ سيعبر الطوفان.. ومن يقنع الطوفان ألا يعبرا؟! فعايشوا الأهلي كما ترونه، تعاملوا معه كقصة ننتظر فصولها الأخيرة أياً كانت، وبعض الفصول تباع وتشترى.


• وهناك واقع مخفي.. أن شجرة الذاكرة يراد بها قطع مائها، حتى لا تثمر بواقع كان يبنى ثم هُدم، لأن يديّ امتدتا إلى «شَجَرٍ من الحدسِ القَدِيْمِ هَزَزتُهُ /‏ حَتّى قَبضتُ المَاءَ حينَ تبخّرَا»، وإن قلبت الشطر وقلت له «حَتّى قَبضتُ التاءَ حينَ تجبّرَا»، وقل لمن امتدت يداه كمعول بانٍ، إن الأيادي وإن طالت.. ستقطعا!

• سيحفظ التاريخ أن ملامح العطش ستوسِم جبين الواقفين على مرأى العابرين، إذ لن ترتوي جذور الروح بما كان قد قطِع، وما كان للماء إلا أن حاول حفر الأرض كي يروي شجرة التفاح.. فأبت أن ترتوي.. لذا: «فِيْ الموسمِ الآتي سيأكُلُ آدمٌ /‏ تفاحَتَيْنِ وَذنبهُ لن يُغْفَرَا»، وأما شجرة التوت فقل لها، ضمي توتـتـيكِ على جبيني، فما عاد جفاف حلقي يستجيب.

• و.. «في الموسم الآتي ستشتبكُ الرؤى /‏ ستزيدُ أشجارُ الضّبابِ تَجَذُرَا» وسنهبط سوق الخاسرين رجاحةً، وسنغلق الأبواب عند حنيننا.. وعلى القلوب التي ضاقت ذرعاً بها كسراتها/‏ خيباتها.. وتلك والله لغة قد صارعتها.. ولكن قد تعبت لأنني «رأيت الأمام سيستدير إلى الورى».

• سألتزم البُعد مقدماً.. فلعل نافلة الذكريات تعود بنا.. أو ربما تخاف حتى من الهروب، حيث لن ينفع حينها أن تطلق رجليك للريح.. وما لي أن أقول في خاتمة الحنين «الأزْدُ ما زالت تخافُ الشنفرَى».

• فاصلة منقوطة؛

للزميلين «علي الغامدي وعلي بركات» دهمكما الداء، ودعونا الله بالدواء، وجعكما أصاب أرواحنا، وحين اصطففنا محبة لكما، تذكرت الأهلي.. حيث غاب فيه الصف الأول.. مع أطيب أماني ودعواتي لكما بالشفاء صديقيّ.