-A +A
أريج الجهني
عامكم سعيد، هكذا نبدأ عامنا ٢٠٢٠ بمقال خاص بموضوع العضل، هذا الأمر الذي لا تستطيع أن تفسر ما جذوره التاريخية، وكيف للعقل أن يستوعبه، والله عز وجل يقول في محكم التنزيل «فلا تعضلوهن» (سورة البقرة: ٢٣٢)، فلا هو من الدين ولا هو من العقل ولا من المنطق أن يحارب الإنسان في اختياره لشريك حياته، الذي جعل الله عز وجل المودة والرحمة عنوان هذا الارتباط، كيف أصبحنا نغرق في موجة المقاومة المجتمعية التي لا تزال تتحدى الهبات الملكية والحقوق المدنية والأساسيات البشرية! نعم هناك مقاومة غير مفهومة في تطبيق مكتسبات تمكين المرأة، فتقرأ القرارات وتبتهج تنزل للميدان لتنصدم! نعم العضل لا يليق بالمملكة أبدا.

الذي يحدث لدينا أن ميكانزيم الزواجات في كثير من الأسر تسحق تماما إرادة الطرفين! فالرجل لا يمكنه الارتباط بمن يختار كذلك المرأة، وهكذا تصبح بعض القوانين معينا لهذا البطش المجتمعي في أرواح البشر، لا يمكن للنفس العاقلة أن تقبل إكراه روح لمعاشرة روح أخرى! ناهيك عن وصمات العار والخزي التي تلحق الخاطب أو الفتاة المخطوبة إذا لم ينالوا الرضا من القبيلة والحارة والمدينة والمنطقة وسكان كوكب زحل! لماذا؟ لماذا يحدث كل هذا، فبدلا من أن نعين البشر للستر والحياة المستقرة، نصبح في دوامة «وش يقولون عنا».


ماذا لو توقفت قضايا العضل! ماذا لو توقفت قضايا «تكافؤ النسب» الجائرة، والتي لا يمكن أن تليق بهذا البلد بعد الآن، كيف نتحدث عن التنوع والمستقبل ونحن نحتقر الأعراق المختلفة؟ هذه حروب نفسية واقتصادية، يتم تعطيل حياة الكثير من الأفراد لأجل القبيلة! هذا الكيان الوهمي الذي يغتال عقول أتباعه! وكم من معضولة لا نعرفها، وكم من معضولة ظلمت بل كم من رجل معضول! وكم من رجل رأى ظلم الأهل دون أن يتمكن من إنقاذ شقيقاته، نعم إن نصرة المرأة تبدأ من تمكينها مجتمعياً، الدولة قطعت أشواطا جبارة وصنعت تحولا مجتمعيا جعل المجتمعات تنظر لنا بعين المندهش، رغم هذا لا تزال بعض الأسر تقسو على أفرادها ونسيت أن الحب والمودة والرحمة لا تكون بين الزوجين فقط بل للأطفال ومحبتهم هي الطود الذي سيحميهم.

لنرتقي، لنجعل محبتنا لأطفالنا وأبنائنا هي محور التربية، لا طاعتهم المفرطة ولا سحق أرواحهم، أيها الأب كنت لابنتك خير معين، الارتباط والزواج والسكن هذه أمور لا تحتمل القسوة، بل مهم أن يرافقها الرفق واللين والاحتواء، فالفرد لا يعلم عن خير شريكه من شره، ويصبح الحال أسوأ في حين يغضب الأهل، أو تصدح الأسرة «تستاهلي انتِ اللي اخترتِ، أو حلال فيك انت اللي ما سمعت الكلام» وعبارات التشفي والتنمر! كونوا لهم خير معين.

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com