-A +A
خالد السليمان
حصلت نادلة في مطعم أمريكي على «بقشيش» قيمته ٢٠٢٠ دولارا أمريكيا لفاتورة زوجين لم تتجاوز قيمة طلبهما ٢٣ دولارا، وكان المبلغ بمثابة هدية السنة الجديدة لها، وهي أم عزباء وتعيش في ملجأ !

كثيرون يعطون بدافع الحب، فالمال بالنسبة لهم لا يعني شيئا مقابل السعادة التي يدخلونها في قلوب الآخرين، وإذا كان عطاء الأثرياء دليلا على الكرم فإن عطاء الفقراء ومتوسطي الحال يجمع الكرم والنبل في كفة واحدة، فكم من فقير ومتوسط حال شارك من هو أكثر منه حاجة مما يملكه فجسد بذلك أنبل وأجمل صور التكافل والبذل والعطاء !


راقبوا ملامح أطفالكم وهم يعطون الآخرين وستجدون وجه السعادة والرضا، فتلك هي فطرة الإنسان التي يجب أن نسقيها في نفوس أطفالنا لتنمو في دواخلهم وتنعكس على شخصياتهم، فثمارها هي كل المكارم التي تصنع الإنسان المثالي في مجتمعه !

في المقابل هناك متاجرون بالعطاء.. يشترون الشهرة بشيكات بلا أرصدة، مثال ذلك رجل أعمال شهير يملك المليارات في الخارج لكن موظفيه يشكون من تأخر مرتباتهم في الداخل، وعندما يتبرع بالكراسي الجامعية والأعمال الخيرية يتبوأ موقع الصدارة في الاحتفالات الفلاشية ثم يغادر تاركا للمحتفين مشقة ملاحقة سراب تبرعاته الوهمية، ويحكي لي مسؤول جامعي كبير أن رجل عقارات شهير تبرع بقطعة أرض أمام أمير المنطقة، ليكتشفوا لاحقا أنها بدون صك ملكية !

العطاء الحقيقي كالذهب قيمته فيه مهما بلغ حجمه، والعطاء الوهمي كالتنك بلا قيمة مهما بلغ حجم صاحبه !