-A +A
حسين شبكشي
يتذكر عشاق كرة القدم في السعودية اسم ليوبيسا بروشتش جيدا، فهو واحد من أهم الكفاءات التدريبية التي مرت على السعودية، وهو الذي درب الهلال وقبله النصر، واكتشف ناصر الجوهر ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وعبدالله عبد ربه وماجد عبدالله وسامي الجابر ومبروك التركي وسالم مروان على سبيل المثال لا الحصر. قضى وقتا مهما وترك بصمته. هذا الرجل الصربي اليوغوسلافي كان من المفروض أن يعطى الجنسية السعودية لحاجة البلاد لموهبته، ولكن النظام وقتها لم يكن يسمح، وبطبيعة الحال ليس بروشتش هو المثال والحالة الوحيدة، فهناك مهندسون وأطباء ومحاسبون ومحامون ورجال أعمال وطهاة وفنانون ومدرسون من مختلف دول العالم، إلا أن السعودية فقدت فرصة الإبقاء على تلك المواهب المميزة بتعديل أوضاعهم ومنحهم الجنسية الطبيعية (تماما مثلما يحصل في كافة دول العالم المحترمة)، التي تطعم مجتمعها بالكفاءات المميزة لإثرائه وكسر النمطية فيه، وهو ما نجحت فيه دول عظيمة مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا والبرازيل وهولندا وغيرها.

جلب الكفاءات ومنحها حق الجنسية، هو أحد أهم العناصر التنافسية في عالم مثير يركض بتسارع للوصول إلى نفس الهدف، وهو إحدى الوسائل الجيدة التي تكسر الخصوصية الوهمية والعنصرية المتطرفة في أي مجتمع. الآن السعودية تصدر قرارا إيجابيا مهما وذلك بفتح باب التجنيس للكفاءات المميزة وذلك لاستقطابهم إلى البلاد، وهي خطوة حضارية في غاية البلاغة والدلالة والأهمية. كل الأمل أن يحصل معها تشديد غير مسبوق في تطبيق القانون الذي يمنع التنمر والتمييز والتطرف الاجتماعي والعنصري بكل أشكاله حتى يكتب لتلك النقلة النجاح المأمول بشكل كامل.


* كاتب سعودي

hashobokshi@gmail.com