-A +A
منى العتيبي
طيلة عملي في الميدان التعليمي لم أسمع يوما بالاختبارات الدولية أو الوطنية سواء اختبارات PISA أو TIMSS ولم تمرنا قط في المدارس هذه الاختبارات ولم أعرفها إلا في السنتين الأخيرتين وتحديدا مع تولي معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ قيادة وزارة التعليم؛ ففي أول ظهور له على مسرح الوزارة ركز في خطابه على ثلاث قواعد أساسية تتوجه إليها كافة الجهود الميدانية والتربوية وهي: التحصيل الدراسي، الاختبارات الدولية والاختبارات الوطينة وهذه القواعد تعد رأس الهرم التعليمي والهدف الأول من التعليم.

بالنسبة للتحصيل الدراسي كلنا يعرف بأنه الهدف الأول من الجهود بالميدان التعليمي وبالنسبة للاختبارات الدولية والوطنية كانت بالنسبة لي مبهمة! أسمع بها ولا أرى! وعندما سألت عنها وعن اختبارات PISA وTIMSS عرفت بعدها بأنها اختبارات تقام بشكل دوري، الأولى كل خمس سنوات والأخرى أربع سنوات.


ومع ظهور نتائج هذه الاختبارات زادت معرفتي بها، كما وفجأة صارت حديث كل التربويين والمتخصصين وكأن هذه الاختبارات عمل طارئ حديث العهد ولم تكن منذ عام 2001! وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بتحليلات المختصين، يطرحون الدراسات والمقالات التحليلية، تتسابق الصحف، وكل ذلك يسير في لغات العتب واللوم وإلقاء المسؤولية مرة على المعلم ومرة على المنهج ومرات على أهل الاختصاص في هيئة قياس وأخرى على المدرسة والمباني، ووو.. ولم أجد إلا قلة القلة ممن حاولوا قراءة الواقع بموضوعية ولا هدف أمامهم سوى التشخيص والتحسين.

لستُ هنا لأبحث عن الخلل والعلل ولكني مطمئنة لمستقبل الاختبارات الدولية والوطنية مع هذا الحراك الفاعل الذي استطاع أن ينشر أهمية الاختبارات بين الأوساط الاجتماعية، وفي الحقيقة يعود فضل ذلك إلى وزير التعليم معالي الدكتور حمد آل الشيخ، حيث استطاع أن ينفض غبار الغموض والكسل مع التساهل في التعامل مع الاختبارات الدولية والوطنية التي ظلت لسنوات يُعمل بها بصورة غير جدية ومبهمة الأهداف لدى الأغلبية، كما استطاع أن يلفت انتباه الجميع نحو التحصيل الدراسي الذي كاد أن يتوه مع الأعباء الطارئة عليه ويوجه الميدان التعليمي نحوه بكثافة وتسخير كافة الجهود إلى نواتج التعليم، وهذه الخطوة الأولى والشعلة الأولى التي أراهن إذا ظلت على نفس النهج ستحقق المسار الجوهري للتعليم في بلادنا الحبيبة.

* كاتبة سعودية