-A +A
أريج الجهني
في الأيام الثلاثة الماضية قررت حذف عدد من التطبيقات، وفي كل مرة أقوم بحذف التطبيقات تحدث موجة غريبة من الاستنكار والتعجب والغضب، أحيانا من أشخاص يفترض أن يكونوا خط دفاعنا الأول في الحياة، سواءً من أهل أو أحبة، قلتها سابقا ما أرخص الصداقات التي تنتهي ببلوك أو تتحول لعداوة لمجرد إلغاء المتابعة، إن علم اجتماع الإنترنت الذي يدرّس في الجامعات العالمية لم يأخذ حقه في الوطن العربي بعد رغم حاجتنا الماسة إليه.

تراكم التقنية جعل قلوبنا تتكلس ومشاعرنا تتضاءل و يا له من تضاؤل حيث يصبح كل منا في انتظار إعادة تدوير أو حتى إشارة، وهكذا تتراكم التطبيقات وتتلاشى الصداقات الحقيقية أمام هذا الزخم التقني، لكن لنبتعد عن الحلطمة ونفكر بحلول حقيقية لمواجهة هذه الانبعاثات السامة، فمثلا جرب أن تحذف كافة التطبيقات لمدة أسبوع واختبر قوة صداقاتك، أو جرب أن تقاوم لذة التغريد أو النشر، أو حتى التوقف عن التقاط الصور للطعام وحافظ على نكهة الأكل لك وحدك.


يتم دعوتك للغداء في مكان رسمي، فتجد أحد المشرفين يطلب منك عدم تناول الطعام قبل التقاط «السنابة»!، وربما يتم رفض دعوتك إذا كان مكان الدعوة «على قد الحال»، حالة من الجنون والهوس الاستهلاكي. كيف غير الإنترنت حياة الناس ليس هذا هو المهم، المهم كيف سنتعايش مع هذا التغيير دون أن نخسر إنسانيتنا ودون أن نراهن على محبة الناس حولنا، تخيل أن يشتكيك أحدهم لصديقك في العمل لأنك ألغيت متابعته! أو لأنك لم تغرد لمدة، أو آخر يحاسبك لماذا تتابع فلانا أو لماذا تعيد التغريد لفلان، «الهوس بحياة الآخرين أصبح أمرا مخيفا» الأوهام الثقافية «تعبث بنا بشكل غير عادي، لن أراهن بعد الآن على الوعي، فلا عذر بعد اليوم والجهل أصبح عذرا غير مقبول.

يكفيك فقط صديق واحد حقيقي يشاركك اللحظة ويعيش أحداث يومك دون أن تضطر لمتابعته أو حتى التعذر له عن الغياب، بكل حال قد تغنيك حكمة أمجد المنيف «البعيد عن التايم لاين بعيد عن القلب» عن قراءة كل ما سبق.