-A +A
خالد الجارالله
جزافاً، يستمرئ البعض المديح الزائف لأنفسهم إلى حد تصديق ما يعلمون أنه كذب غير واقعي ولا يمكن القبول به، ليس جهلاً منهم بطبيعة الحال لكنها حيلة الخاسر في رهان الأقوياء والمتعثر في سجلات التاريخ والقابع في ظلام التبرير.

أقول ذلك بعد أن تجرأ بعض منسوبي الأندية وإعلامهم، على ما أراه تعدياً مرفوضاً وساذجاً على الحقيقة، وتسطيحاً متعمداً للذائقة العامة ولفكر الأجيال الناشئة، هدفه ترسيخ ما ليس حقيقيا وواقعيا في ذهنية شريحة واسعة منهم، وهو دأب معتاد منذ سنوات طويلة، وليس بجديد أو طارئ عليهم، وتجلى ذلك أخيراً بإطلاق ألقاب غير مستحقة كـ«كبير الرياض» على النصر و«العميد» على الوحدة وما إلى ذلك.


وبمجرد الوقوف على عين العقل والتاريخ، لا يمكن إلا أن تغرق في الضحك الساخر إزاء المبرر الذي دفعهم لهذا التوصيف أو ذاك، فأصفر العاصمة الذي يسمي نفسه «كبير الرياض» في وقت أذعنت القارة الآسيوية لمنافسه الهلال وسمته كبيراً لها بألقابه الستة، لا يمكن أن تجد له ما يستند إليه أو يمكن أن يبرر له هذا التوصيف، إذ إنه ليس بأكبر من الشباب في التأسيس، ولا أكبر من الهلال في الإنجازات أو سجل المواجهات بينهما، وليس بأكبر من الشباب في سجل البطولات الخارجية أو المحلية أو سجل المواجهات في دوري المحترفين، فيما يفوقه الهلال بإنجازاته وأساطيره بمسافة شاسعة لا يمكن الزج معها بالزعيم في أي مقارنة بينهما على هذا الصعيد أو خلافه.

بيد أن ما يمكن أن يحتفظ به النصر كمبرر لكبير الرياض لن يكون إلا في أمرين فقط، كونه الأكثر عدداً في تلقي الخسائر الثقيلة الرسمية بخسائر السداسيات والخماسيات داخلياً وخارجيا بين الثلاثي، وفترة الغياب الطويلة عن المنصات والتتويج والسنوات العجاف، عدا ذلك لن يجد الواعي والمنصف مبررا منطقيا له.

أكتب هذا المقال، فيما «الهلال» يصارع على تحقيق اللقب الآسيوي السابع، وقد حركته غيرة الغياب عن معشوقته المفضلة، بينما شريحة عظمى من أنصار منافسيه يتحرون تعثره في النهائي الثالث له في خمسة أعوام ليحتفلوا ببطولة خسارته اللقب، في حين لم يفكروا مجرد التفكير في المنافسة فعلياً على تحقيق اللقب القاري أو يضعوه في اهتمامهم، وهنا تكتشف الكبير الحقيقي من المدعي والعالمي الحقيقي من المدعي، إذ ليس إنصافاً أن نقارن كبيراً بحجم الهلال مع نادٍ يصنف المراحل التصنيفية والتصفيات المناطقية «بطولة دوري»، وبطولة الدوري السنوية المعتادة «استثنائية»، ومشاركته الترشيحية في بطولة العالم التجريبية «عالمية»، أو نادٍ سجله الآسيوي «صفري» وهدفه الأسمى بطولة دوري، أو بهما معاً.

الهلال -ياكرام- لمن لم تصبه حنقة الحسرة من انتصاراته والغيرة من إنجازاته، ومهما حاولوا تشويهه، أرى أن الانحياز له ذروة المثالية، وأن اختياره نادياً مفضلاً لأجيالكم أكثر رفقة بقلوبهم وأرقى تنميةً لذائقتهم الرياضية، وتشجيعه ترسيخ أصيل للبيئة النموذجية للنجاح الرياضي.

وعليكم فقط أن تتأملوا حال خصومه في ساعة النقمة على أنديتهم، يفيضون عليه بالثناء وينطقون بالحقيقة التي يكتمون.

بقي أن أقول للهلاليين، كل التوفيق للأزرق في مهمته القارية، إن كسب نال ما يستحق وإن خسر فكما عاد في مرتين سيعود ثالثة ورابعة.