-A +A
خالد السليمان
لأول مرة يبدو انخفاض إيرادات إحدى الشركات إيجابيا، ففي العادة يعد ذلك مؤشرا سلبيا على الخسارة، لكن في حالة انخفاض إيرادات الشركة السعودية للكهرباء بقيمة 3.25 مليار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 فإنه اعتبر مؤشرا إيجابيا على انخفاض كمية استهلاك الكهرباء!

هو من زاوية أخرى دلالة على نجاح حملة التوعية التي ‪جرت‬ خلال الأشهر الماضية للترشيد، ومؤشر على ارتفاع وعي المشترك بترشيد استهلاكه للكهرباء وخفض كلفتها عليه!


وخفض الاستهلاك الذي انعكس على انخفاض إيرادات الشركة هو انعكاس لنجاح وفاعلية الاستراتيجية العامة لقطاع الطاقة بحفظ موارد المملكة ورفع كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك، حيث عمل المركز السعودي لكفاءة الطاقة «كفاءة» بقيادة وزير الطاقة الرئيس التنفيذي للمركز السعودي لكفاءة الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز على عدة برامج ومحفزات لرفع كفاءة الطاقة وفي نفس الوقت حفظ الموارد والحد من الهدر ورفع مستوى الوعي لدى المستهلكين لترشيد الاستهلاك!

ولا أتفق مع من يرون في انخفاض إيرادات شركة الكهرباء خسارة، أو فشلا تشغيليا، فانخفاض الإيرادات لا ينعكس على المصروفات الثابتة والتشغيلية بل على جزء يسير منها يقابله ارتفاع في الاستثمارات الرأسمالية لتجديد أصول وأجزاء من معامل ومحطات التوليد والتوزيع، كما أن ارتفاع تعرفة الكهرباء صاحبه ارتفاع في تكلفة الوقود تتحمله الشركة!

باختصار.. خسارة شركة الكهرباء هذه المرة ربح لموارد الطاقة ولحملات الترشيد ولوعي المستهلك!