-A +A
أحمد عوض
بعيداً عن رفض العالم لحرب (نبع السلام)، وبعيداً عن القانون الدولي، وبعيداً عن إنسانية تشجب كل حرب يموت فيها إنسان بلا ذنب له سوى أنه موجود في جغرافيا يُريد أردوغان احتلالها لإعادة ما يعتقد أنه مجد الآباء والأجداد، هل من المنطق أن تُسمى هذه الحرب البائسة عملية نبع السلام !؟ هل من الشهامة والمروءة والشجاعة مُحاربة شعب واجه طغيان بشار ومرتزقة الحشد وفيلق القُدس ومتطرفي داعش وانتصر في تحرير أرضه !

هل من المعقول أن يُسمى جيش الغُزاة التُركي (الجيش المُحمدي) !


الجيش المُحمدي المُسلم يواجه شعباً مُسلماً، يواجه أحفاد صلاح الدين الأيوبي، يواجه التاريخ بكل حقيقته، فكيف يكون كل هذا التزييف مُرادفاً لهذه الحرب !

من سيُنقذ الجيش المُحمدي الذي تجاوز إدلب المُحاصرة واتجه إلى تل أبيض والقامشلي الآمنة !

هل سينقذ الأسرى الدواعش !؟

هل سيُحرر الأرض من شعبها !

كيف سيتعامل مع ٦٠ ألف داعشي مع أُسرهم في قبضة القوات الكُردية !؟ لم تأتِ تُركيا لنشر السلام، لقد أتت لتُحارب، لتُظهر للعالم قوتها العسكرية حتى لو كان الخصم مجرّد بُسطاء تسلّحوا بحلم وطن مُستحيل وكلاشنكوف ورثوه من آبائهم..

إن الإرهاب الكُردي الذي تتحدث عنه تركيا خلال السنوات الثلاث الماضية وتحديداً في عهد بروز القوة الكردية في شرق الفُرات لم يتسلل للمُدن التركية، على العكس من تسلل هو الحليف الذي فتحت له تركيا المنافذ الحدودية من الدواعش ومُريدي دولة الخُرافة المزعومة !

قدر الشعب الكردي أن يكونوا بيدقاً في حرب الأُمم، لعنة الجغرافيا جعلتهم أسرى لها، يُحاربون المُستحيل بحثاً عن وطن حر، أوفياء لأرضهم ولقضيتهم ولمن يُحالفهم، ورقة رابحة في يد حلفائهم يتخلون عنها متى ما انتهت حرب الحُلفاء، في كُل مرّة يواجه الكُرد ذات الدرس وللأسف يكررون ذات الأخطاء التي تقود إلى نفس النتائج..

ما تم تسريبه للإعلام من مشاهد قتل الأسرى والمدنيين على يد المليشيات المُساندة للغزو التركي تكشف كيف سيكون المشهد النهائي على الأرض، سينتصر الجيش التركي في حربه التي يخوضها الآن، فالأرضُ سهل والسلاح خفيف والخصم أنهكتهُ حروبه مع الدواعش والنظام، سيجد الجيش التركي خصماً بلا سند، فالعالم الذي اعتمد عليه طويلاً في قتال داعش رفض مُساندتهم الآن..

أخيراً..

لم تعد الجِبال صديقاً جيداً للكُرد، لقد أصبح الموتُ يطاردهم في السهولِ والجبالِ وفي كُل مكانٍ سيهربون إليه..

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com