-A +A
إبراهيم عقيلي
لو دفع الزميل وليد الفراج مبالغ طائلة للترويج لبرنامجه، لن يجد صدى كما وجده بالحوارين الثقيلين اللذين ظهر بهما في برنامجه، الأول مع المشرف العام على الفريق الأول الأمير منصور بن مشعل، وحوار رئيس نادي الاتحاد أنمار الحائلي، حوارين على مستوى كبير، وأعتقد أن الضيفين الكريمين قدما خدمة كبيرة للقناة وللبرنامج والمقدم، خاصة بعد الفترة التي قضاها الفراج في الثلاجة -كما يقول- وهي السنة التي توقف فيها برنامجه الفضائي ليعود من جديد عبر قناة sbc، تصريحات صاروخية، وحديث لن تسمعه مرة أخرى في كل البرامج الرياضية، اتهامات هنا، واتهامات هناك، مرة تكشف عن رئيس يسهر مع اللاعبين، وأخرى توجه تهمة الرشوة.

الفراج عوض فترة الانقطاع فعلا، وأعاد وهجه بذكاء بعد سنة التوقف، وهو عام الحزن بالنسبة له، لأنه تعود على اتصالات المتابعين ورسائل المشاهدين، ولقطات السلفي في كل مكان، ولكن تلك العودة الذهبية للفراج وطاقمه جاءت على حساب الأهلي والاتحاد.


فالفريقان خرجا من الملعب، وحملت التصريحات الناديين إلى ساحة المعارك الإعلامية التي لن تنتهي بهدوء، فكل الأخبار تؤكد أن اجتماعات للطرفين قائمة على قدم وساق لتهدئة الأمر.

إعلاميا هي ضربة معلم ترتقي لأن تكون أيضا خبطة وزنها تساوي ذهبا. فمن حق الفراج الآن أن يستجم قليلا بعد ركض الجولات الأربع ويضحك مبينا ابتسامته الهوليودية الجديدة، فالمنافسون باتوا خلفك، ولعلي أؤكد أن الفراج وحيد في الساحة، ولم يضرب الضيوف على أيديهم كي يفجروها مدوية، ولم يطلب من ضيوف النصر العزيزين مغادرة البرنامج، كي يشعل حربا أخرى في الساحة الصفراء، هي كلها مجرد إيماءات وحركات صامتة بلا حديث، تركت الساحة النصراوية تغلي، والبقية تأتي.

والسؤال الصعب، كيف اقتنع ضيفا البرنامج أن يقدما تلك التصريحات النارية كهدية، وكيف استثمر المراسلون والمعدون هرولة المتحدثين ولهفهم للأضواء، وخاصة أضواء الفراج، غير مدركين أنها في بعض الأحيان، لا تبقي ولا تذر.

الخبطة الأولى وقعت كارثة على الأهلي حينما أطلق المشرف على كرة القدم في الأهلي الأمير منصور بن مشعل، صواريخ لم تترك أحدا في الأهلي، لا الرئيس ولا اللاعبين الذين يقضون ليلهم سهارى في المطاعم، ولا حتى رابطة المشجعين، فجر الصمت الأهلي بأعجوبة، ولذلك يحتاج النادي الآن وعتاولته الكثير من الوقت لترميم تصدعات اللقاء، والتي «قهقه» عليه الاتحاديون كثيرا، مستمتعين بشق الصف ومؤشرات تدهور مستوى الجار، لكن لم يمنحهم البرنامج مزيدا من الوقت، ليقعوا في نفس الفخ، فقد ظهر رئيسهم الشاب أنمار الحائلي، وكأنه يقول لهم، «من عاب استعاب»، ليصطدم بجدار الإعلام الاتحادي، ولكن لا أقول لأنمار سوى «عين وما صلت على النبي»، أوقعتك في شراك المهنية، ولن تنتهي فورتهم بالسهولة التي تتوقع، ولن تجدي اجتماعات الصلح بحضور العقلاء، صدقني أيها الرئيس الشاب، فبعض الكلام لا يقال في الإعلام.

كل ذلك يحصل وكل تلك المآسي تأتي من رأس برنامج «مع وليد»، وهو يتفوق إعلاميا، وتنكوي أنديتهم بنيران الخلاف، وأخشى ما أخشاه أن تأتي نتائج لقاءات اليوم لتؤثر على الكراسي، وتسير لعبة البقاء.

سؤال أخير أطرحه على الزملاء الأعزاء في المراكز الإعلامية للناديين خاصة أن منهم من يتمتع بخبرة وكفاءة عالية، لماذا لم تحذروا رؤساءكم من الظهور المدوي، وهل هناك خطط للظهور الإعلامي، أم أنكم تعانون التهميش.

فاصلة

البحر باب الملوحة.. والشجر عالم بروحه مثلنا مثل الطيور.. كلنا تكوين لوحة