-A +A
هدى مجركش
بما أنني قاربت على الرحيل وبدأت أستعد للتلويح لهذا البلد العظيم الذي استضافني مع مدة عمل زوجي كسفير للمملكة المتحدة وما أجمل أن تكون السعودية حسن الختام.

استضافتني بالأمس رئيسة المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية لتأهيل زوجات البعثات لشرح تجارب زوجات السفراء وما مروا به في حياتهم وماذا يمكن الاستفادة منهن، والحديث ذو شجون ومن أين أبدأ.


مبنى عظيم تتحدث جدرانه عن أحلامهم يحمل اسم سمو الأمير سعود الفيصل مهندس الدبلوماسية بلا منازع، وواضع حجر الأساس فيها، مبنى يحمل في عنوانه رد الجميل لأمير وضع بلده نصب عينيه وليس بغريب لدولة ملكها يلقب بخادم الحرمين، لقب فيه كل الاحترام والتواضع.

رأيت وجوهاً شابة متحمسة لمستقبل مشرق.. حماس نساء ملفت، مغلف بشغف المعرفة، ولطالما كنت من المعجبين بكل أدوار المرأة السعودية التي صبرت ونالت.

معهد.. أو دعوني أسميه صرحاً سوف تولد منه آلاف النجاحات لدبلوماسيي المستقبل، مكان فسيح لقلوب آمنت بوطنها لنشر الحب والسلام، لسعودية حديثة يقود مركبها نساء ورجال استوت الدفة فيها وبدأت رحلتها بأمان ربانها.

بلفتة من السيدة منال عبدالرحمن المعمر للتعرف على برامج المعهد والتحضير لسفيرات المستقبل وقناصلها وبعثاتها وبشرحها المستفيض شعرت بأنني أودع أحلام جيل في هذا المكان، في لقاء بين سؤال وجواب كنت أنا التلميذة فيه وكان الحضور معلمات، لا شيء في العالم يفوق أن تضع وطنك في قلبك وتضع خوفك عليه نصب عينيك، وأن تكون وفياً لأرضه وسمائه، من هنا تبدأ الدبلوماسية الحقيقية.

كل التوفيق للمعهد وطالباته والقائمين عليه، كل الحب والاحترام لنساء المملكة العربية السعودية، بكنّ تكبر القلوب، وبكنّ تشحذ الهمم، وبكنّ تنحني القمم.

* حرم السفير البريطاني في المملكة