-A +A
عبده خال
صباحك عزة يا وطن.

اليوم البلاد مجتمعة كجغرافيا وتاريخ وبشر تحتفل بنهوض أول وحدة سياسية في الجزيرة العربية انصهرت فيها مدن وقبائل وجبال وصحارى وسهول ومقدسات لتتشكل كل هذه العناصر بظهور وطن قوي ممتد الأطراف، ومنذ النشأة الأولى انتصب قوةً سياسيةً تمكنت من بسط نفوذها لتحدد أهميتها دولةً جوهريةً على أصعدة عربية وإسلامية وإقليمية.


وبقيت كعقد السبحة تجمع ولا تفرق، تعين أشقاءها، وتمد بالفضل كل جهة في العالم، واستطاعت عبور أمواج التغيرات بحنكة وسياسة نافذة حتى إذا جاءت ثورات الربيع العربي كانت مستهدفة في وجودها من قبل قوى وضعت سيناريو تلك الثورات فحدث وأن تقوضت كثير من الدول، وفي ذلك السقوط المدوي بقيت السعودية جبلاً أشمَ تمضي الرياح من قمته وتعبره متأسفة لعدم التمكن منه.

ولأننا قريبو عهد بالثورات العربية فجميعنا يشهد أن صلابة السعودية وبقاءها شامخةً أسهم في انتشال كثير من الدول العربية من السقوط المريع، ولأن المخطط لا يزال مستمراً، والاستهداف لا يزال ضارياً فوطننا سيخرج متعافياً..

وفي هذا اليوم الوطني يتعملق وطننا أمام كل القوى العدوانية ساعياً في مواصلة دوره الريادي الإقليمي.

ولأن قوة أيِّ دولةٍ تتمثل في بأسها وقوتها ورخائها وأمنها حرباً وسلماً، ظلت بلادنا عصيّة على كل المحاولات الاستهدافية لوجودها..

ويكاد يندر أن تواصل أي دولة على نمط حياتها في أيام الحرب، وأن تبقى أيام حربها كأيام سلمها، وألا يشعر المواطنون بأي خشية مما يحاك ضدها لوجود سياسة تعبر العواصف والأمواج بدربة القبطان.

أقول هذا وأنا موجود في مدينة جازان لحضور احتفالية اليوم الوطني بجامعة جازان، ومن يتواجد في الحد الجنوبي لا يشعر بتاتاً أننا في حرب، فالحياة تسير سهلة آمنة، يسير فيها المواطنون وكأن لا شيء هناك.

بالأمس جلتُ بين قرى ومدن منطقة جازان ليلاً وصولاً إلى الحدود، فوجدتُ الحياة تسير منتظمةً هادئةً آمنةً، وحين تسير الحياة سهلةً رغدةً في زمن الحرب فهذه الميزة تعتبر نادرة، ولا يحدث هذا إلا مع الأوطان العظيمة، فدم يا وطني عظيماً، فأنت تليق بك العظمة.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com