-A +A
سلطان الزايدي
في مباريات كرة القدم هناك فرصة واحدة تُستغل داخل الملعب في أي مباراة قد تنقذ أي فريق من أي انتقادات قد تعكر صفو استقراره، وقد تصنع مستقبله في المنافسة؛ ليصبح بطلا متوجا لأي بطولة، وذات الفرصة قد تعصف بكل الجهود المقدمة لتقديم فريق يليق بالمدرج وبالمنافسة، على سبيل المثال: خرج النصر مؤخرا من البطولة الآسيوية بسبب غلطة مهاجم لم يحسن التصرف في فرصتين للتسجيل كانتا محققتين أمام المرمى بنسبة 99%؜، مما فتح باب الانتقادات على مصراعيه أمام الجمهور والإعلام المهتم بالشأن النصراوي، بل إن البعض أصبح يتذكر أخطاء المدرب في الموسم الماضي، الموسم الاستثنائي كما يسميه النصراويون.

في حقيقة الأمر لا أفهم لماذا يتجاهل الجمهور الرياضي فكرة أن الفوز والخسارة والتعادل أمور لا بد أن تحدث في منافسات كرة القدم، وبأن حالة التوفيق لا يمكن أن تكون مصاحبة لفريق طوال مسيرته التنافسية، هناك أخطاء فنية تحدث داخل الملعب وهذا صحيح، لكن ليست الأخطاء التي تجعل النقد بعيدا عن المنطق، لا يمكن أن ننسف كل الجهود المقدمة لهذا الفريق أو ذاك بمجرد أن حالة التوفيق لم تكن حاضرة في مباراة أو في بطولة ما.


إن العمل السليم في كرة القدم مبني على أسس سليمة، وعلى اكتشاف الأخطاء، والعمل على تلافيها حتى يكتمل العمل ويحضر المنجز.

لذا فإن خروج النصر من البطولة الآسيوية في دور ربع النهائي لا يعتبر كارثة لهذه الدرجة من وجهة نظري لأسباب كثيرة، فالنصر مر في بداية الموسم بمشاكل إدارية أثناء فترة الانتخابات، وتغيرت الإدارة في وقت ضيق، ولم يسعفهم الوقت لتنفيذ كل الأشياء المطلوبة من قبل المدرب، وقد صرح السيد فيتوريا بهذا الشيء وتحدث حول هذا الأمر بكل وضوح وشفافية، إذاً فمواصلة المنافسة في البطولة الآسيوية بهذا الشكل يعتبر أمرا إيجابيا للنصر والنصراويين، ولا يجب أن يتأثر الفريق بهذا الخروج إن أرادوا المحافظة على مكتسبات العام الماضي، علما أن النصر مشارك في النسخة الآسيوية القادمة، وستكون هناك فرصة أكبر لمعالجة الأخطاء، وتقوية الفريق، وقبل هذا كله يجب أن تكون البطولة هدفا رئيسيا لإدارة النصر.

إن عالم منافسات كرة القدم غريب، فمهما تقدم من عمل مميز، - وتعتقد بأنه العمل المناسب الذي يصب في مصلحة الفريق بعد دراسته من كل الجوانب الفنية والإدارية- لا يمكن أن يكون مقبولا عند الجمهور طالما لا يحقق النتائج الإيجابية المنتظرة، فرق كثيرة كانت تقف على أعتاب المنجزات ولم تتحقق فانهارت رغم أنها كانت تسير في الطريق الصحيح؛ لذا من المهم أن يكون عند المتابع الرياضي ثقافة الفوز والخسارة حتى لا يصل الفريق لمرحلة يصعب فيها العودة.

وحتى نتحرك في إطار الأمل، يجب على كل فريق يعمل في منظومة منسجمة أن يحافظ على مكتسباته، وأن يعزز تلك المكتسبات حتى تتواصل الإنجازات، وقلة الأخطاء تعني خفض معدلات النقد، وتزيد من فرص التقدم للأمام بكل ثقة بعيدا عن الضغوط.

دمتم بخير..