-A +A
حمود أبو طالب
نشرت وسائل الإعلام يوم أمس تصريحاً لرئيس هيئة السياحة مفاده أن المملكة ستفتح أبوابها لسياح العالم قبل نهاية 2019، وكانت قد نشرت أخباراً سابقة عن الدول التي سيتمكن مواطنوها من زيارة المملكة للسياحة وآلية الحصول على التأشيرة السياحية، وبذلك تنتقل المملكة نقلة كبيرة مهمة في انفتاح العالم عليها، تأريخاً وثقافةً واكتشافاً لملامح في غاية التميز والخصوصية لا توجد شبيهاتها في دول أخرى.

لن نتحدث عن اقتصاديات السياحة وكيف أصبحت من أهم موارد الدول التي تعتني بها لأن ذلك جانب مفروغ منه، ولكن ربما نشير إلى العزلة الطويلة التي وضعناها على وطننا الزاخر بكل المقومات الجاذبة. كانت زيارة المملكة لغير الحج والعمرة والزيارة، أو لرجال الأعمال الكبار مسألة بالغة الصعوبة، أما مسألة السياحة فإنها مفهوم غير وارد لدينا إلا على نطاق ضيق جداً ومختزل في مناطق محدودة لوقت محدود. لعقود طويلة كان السعودي هو السائح الأشهر إلى الخارج، أما سياحة الأجانب لدينا فذلك قريب من الحديث عن الخيال لأسباب مختلفة.


الآن تمت إزالة ما كان يشبه الحظر على مواقع تأريخية هائلة العظمة بالنسبة للتأريخ الإنساني عموماً، وتم اكتشاف وتطوير مناطق في غاية الجمال الطبيعي، والأهم أن البلد أصبحت متصالحة مع ذاتها ومع الآخرين. أصبح بإمكانها استيعاب ثقافات المجتمعات الأخرى دون تأزم، وأصبح بإمكان الأجنبي التعرف على فنوننا وفلكلوراتنا وإرثنا الاجتماعي بالإضافة إلى المكونات الأخرى.

بكل تأكيد، لو تم إتقان صناعة السياحة لدينا بشكل مهني وتوفير كل ما تحتاجه من عناصر كفيلة بنجاحها فإننا سندشن جسراً قوياً مع مجتمعات العالم، وما علينا سوى تحضير أنفسنا بشكل جيد لهذه المرحلة المثيرة.