-A +A
خالد السليمان
ربما كان لأحداث عدن صلة بما يتم تداوله من أنباء عن تفاهمات دولية خلف الكواليس تجري لضبط إيقاع بعض أزمات المنطقة، ومنها الأزمة مع إيران وما يتبعها من أوضاع في سورية ولبنان واليمن والعراق، فالانفصاليون الجنوبيون ربما شعروا بأن الوقت مناسب لتسجيل حضورهم كأحد الأرقام الحسابية في معادلات الحل !

الموقف السعودي الحاسم في عدن أعاد التذكير بأن الخروج على الهدف الأساس وهو مواجهة الانقلاب الحوثي ممنوع، وأن طرح أي شأن آخر يخص مستقبل اليمن يجب تأجيله حتى إنهاء الحالة الانقلابية الحوثية، فالمسألة لا تحتمل أي عبث إو إلهاء، خاصة من قوات جرى تشكيلها وتدريبها ودعمها لهدف مقاتلة الحوثي وليس اختلاق أزمات طارئة !


الموقف السياسي الذي عبر عنه بيان الخارجية السعودية تمت تغطيته بموقف عسكري حازم لإثبات الجدية، فالسعوديون يدركون خطورة انزلاق الأحداث إلى نزاعات انفصالية في هذه المرحلة الحساسة، فتطورها كان سيخلق تعقيدات من الصعب علاجها لاحقا، وسيصبح الوضع فوضويا تماما يتحول إلى صوملة يمنية لا ينتصر فيها سوى إيران والقاعدة !

السعودية في عدن لم تجامل على حساب المصالح العليا، وذكّرت الأصدقاء قبل الأعداء بجوهر التحالف وأهدافه، فمشروع استعادة الشرعية والتصدي للانقلاب الحوثي الإيراني ليس مشروعا تجاريا لجني الأرباح و«التخارج»، بل هو مشروع إستراتيجي إما أن يربح فيه الجميع بقيام يمن تشارك جميع مكوناته في صياغة مستقبله، أو الخسارة بتمزق يمن تتقاتل فيه جميع مكوناته !