-A +A
حمود أبو طالب
يتابع العالم في كل موسم حج المشاهد الجميلة لحجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسكهم في أمان وطمأنينة وراحة ويسر في ظل خدمات تتطور بشكل كبير كل عام، الناس تنبهر بهذه المشاهد التي تمثل النتيجة النهائية لجهود دولة بأكملها، لكن قد لا يعلم الكثير بعض التحديات الكبيرة التي تحرص الدولة على تجاوزها والاحتمالات التي لا تجعلها ممكنة الحدوث تحت أي ظرف لأنه غير مسموح بها أبداً.

قد يحدث تقصير بسيط أو خلل غير متعمد في أي خدمة مقدمة للحجاج نتيجة عوامل بشرية أو تقنية مفاجئة، هذا طبيعي وممكن حدوثه حتى في أفضل الظروف والإمكانات، ومع ذلك فإن كل الإجراءات تتم بسرعة فائقة لإصلاحه وتلافيه، وقد نفذت الدولة في هذا الموسم استبيانات لقياس مؤشر الرضا لدى الحجاج عن الخدمات المقدمة حتى يكون تقييمها حيادياً ومنطقياً وغير مقتصر على الجهات المقدمة لها أو رأي الجهات الرقابية للدولة فقط، ففي النهاية هي خدمات تقدم للحجاج من كل شعوب العالم ولابد من معرفة آرائهم لتطويرها.


التحدي الأكبر ليس الخدمات رغم أهميتها الكبرى، وإنما الأمن الذي لا يمكن القبول بأدنى نسبة تقصير فيه أو خلل يعتريه مهما كانت الأسباب، أمن ملايين الحجاج في ظل الظروف السيئة المحيطة والاستهدافات الظاهرة والمتخفية للمملكة وانعدام الضوابط الأخلاقية لدى بعض الأطراف التي تواجهها المملكة هو الإنجاز الأكبر والأهم لحكومة المملكة، الذي لا تتسامح مع أحد لو حاول الإخلال به.

لكم أن تتخيلوا فقط كيف يمكن تسيير حج آمن لهذه الملايين المتكدسة في مناطق مكشوفة محدودة المساحة وفي توقيت محدد في ظل بعض النوايا السيئة لتنظيمات ودول مارقة لا تتورع عن اقتراف أسوأ الأفعال حتى في مناسبة كهذه مثلما أكدت ذلك أحداث سابقة تم كشفها أمام العالم، وجعلت المملكة بعدها أكثر حصانة ضد أي اختراق لأمن الحج.

الشكر مستحق لكل جهة تشارك في إنجاح موسم الحج، لكن الشكر الأهم والأكبر لمنظومة الأمن السعودي بكل فئاته، التي لا تغمض جفون أفرادها عن سلامة كل ضيوف الرحمن.