-A +A
أنمار مطاوع
العالم كله يعرف أن الاستعداد لتسيير وتيسير الحج في أيام معدودات ليس وليد عمل مؤقت في زمن محدد، بل نتاج مستدام على مدار الساعة.. طوال العام. عندما ينتهي الموسم لهذا العام.. خلال أيام، سيبدأ -مباشرة- الاستعداد للموسم القادم.. هكذا تعمل السعودية. جهد متواصل بأريحية المسؤولية الدينية واستشعار لحجم الأمانة التي وضعها الله سبحانه وتعالى على عاتق حكومة المملكة في خدمة ضيوف وزوار بيته العتيق.

أولو العلم بتنظيم التجمعات والمناسبات والفعاليات العالمية الضخمة يعرفون جيدا مقدار التحديات التي تواجه تجمع ملايين من البشر يؤدون طقوسا موحدة وشعائر متماثلة في مدة زمنية قصيرة. ويعرفون أيضا أن المملكة لديها المعرفة في تسيير تلك الملايين. فكل من حضر لأداء المناسك يحمد الله ويشكره على الخدمات التي سخرها لهم على يد الحكومة السعودية.


ما يشهد عليه العالم، هو أن المملكة العربية السعودية في كل عام ترفع من مستوى الخدمة التي تقدم لضيوف الرحمن لتشمل الشرائح الإنسانية بكل أطيافها.. وتيسر الحج لأكبر قدر ممكن منها. فما سعت وتسعى له المملكة منذ عهد المؤسس الملك الإمام عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هو توسيع مساحة (من استطاع إليه سبيلا). قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره للآية: «.. إن ذلك على قدر الطاقة». فكلما قل حجم الطاقة التي يحتاجها الفرد زادت نسبة استطاعته لأداء فريضة الحج.

توسيع مساحة الاستطاعة يدخل تحت رؤية الاهتمام بالحاجات الإنسانية.. وتيسير السبل.. ومراعاة قدرات الأفراد.. ومعالجة تفاصيل الصعوبات التي تواجه المسلمين: المادية والمعنوية.. ليكون في قدرتهم.. الحج لبيت الله.

كل ما تقوم به الدولة السعودية من مبادرات وإنجازات عملاقة في الأماكن المقدسة وخدمات متخصصة للحجاج، هو توسيع لمساحة (الاستطاعة).. والحال خير شاهد.. وعددها يتجاوز القدرة على جمعها.

كم من حاج (استطاع) أن يؤدي رحلته الإيمانية من بدايتها إلى نهايتها لأن حكومة المملكة جعلته ضمن مساحة التوجيه الإلهي.. من استطاع إليه سبيلا.

* كاتب سعودي