-A +A
عبده خال
أي مجتمع لا يكون على نسق واحد، فمكوناته تقوم وفق الرغبات والاحتياجات وقبل ذلك وفق القناعات، والقناعات هي التي تحدد مسار الفرد منا.

ولأن الفرد لا يرغم المجموع على السير وفق قناعاته ورغباته يصبح لديه اختياران (القبول أو الرفض) بأي تنظيم اجتماعي، فمن هو في خانة القبول سيذهب ويشارك في النشاط المقام هنا أو هناك، ومن قبع في خانة الرفض حقه الوحيد عدم الذهاب إلى ذلك المكان، وهذا القول يتسع ويضيق وفق رغبات الأفراد.


وليس من حق الرافض أن يتحول إلى محرض لبقية شرائح المجتمع، فالحقوق والواجبات تخضع لقانون، فما لا يجيزه القانون يعتبر اعتداء على حرية الآخرين، والاختراق له عقوبة على الرافض الوقوف عند ما يجيزه القانون ولا يتجاوز تلك الحدود.

وما يحدث الآن من تحريض فئة قليلة على أنشطة هيئة الترفيه يعد اختراقاً وتعريضاً بجهة حكومية تمارس أعمالاً أجازها التنظيم، وإن كان هناك اعتراض فعلى المعترض أن يسلك الطرق الصحيحة لإظهار رأيه من غير الخروج إلى تجييش المشاعر.

وأعتقد أن انفتاح المجتمع يكون صادماً للبعض، وهي حالة تعتري الكثيرين لأسباب عديدة قد يكون أهمها أننا فئة قليلة ظلت لسنوات طويلة تمثل حواجز أمام الحياة الطبيعية المتواجدة في جميع أنحاء العالم حتى إذا أراد البلد الالتحام مع النمط المعيشي لجميع الناس كانت تلك الفئة جاهزة للتحريض بحجة أننا لم نكن كهذا الحال.. هذه الفئة تقفز على أن مفهوم الحياة لم يعد مغلقاً، وأصبح العالم يتنزه في غرفتك، ولم تفعل هيئة الترفيه سوى إحضار ذلك الواقع إلى الداخل بدلاً من الذهاب إليه في مواقع أخرى.. وحقيقة الأمر أن التحريض ليس المعني به هيئة الترفيه في ذاتها، وإنما متخذين منها وسيلة أو غطاء لرفض القرارات المتلاحقة التي حضرت في حياتنا لكي نتسق مع العالم ولكي لا نكون خارجه.

وكاد أجزم أن الاعتراض قائم ضد أنسنة الإنسان وحرص البعض على جعل الجميع خواتم في الأصابع.