-A +A
حمد الغفراني
‏ما سأذكره هو تاريخ يعلمه كل من هو في العقد السادس وعاش في إقليم سلوى أو المناطق والقرى المجاورة له سواء في السعودية أو قطر أو الإمارات. ما سأذكره يقول به كل قطري صادق ويعلم، وسيكذبه كل قطري يستطيع سحله المسحال في برنامج ما خفي أعظم. وقد قال أسلافنا كلٌ له من اسمه نصيب. هذا التاريخ قريب جداً ولا أعلم لماذا تطمس هذه الحقيقة التي يذكرها الآباء ومدونة في كتب الأدباء. لا أحتاج في مقالتي إلى أن أقدم لكم برنامجا أستضيف فيه أشخاصاً أُحسن لهم فخانوا، والمعروف أن من يخون مرة يخون ألف مرة، ولكنني سأقدم لكم معلومات عاصرها الكثيرون ممن هم الآن معنا من كبار السن وتستطيع سؤالهم إن أردت التحقق.

‏هل تعلم أخي/ ‏‏أختي القارئ(ة) أن الاتفاق النهائي لترسيم الحدود بين السعودية وقطر تم وعمري ١٤ سنة؟؟ وأكبر دليل هو ما حصل قبل هذا الاتفاق بسنوات من مناوشات في منطقة الخفوس عام ١٩٩٢. لذلك سوف أوضح لكم ما هي تاريخ هذه المنطقة، وكيف ومتى أصبحت فعلاً تحت الحكم القطري.


‏قطر الجنوبية هي منطقة متنازع عليها وغير محكومة إلى عام ١٩٦٥ وتقع بين السعودية وقطر، وتضم كلا من الكرعانة ومسعيد وسيلين وأبو سمرة وبعض المناطق والقرى الصغيرة. كان يقطنها أهل البادية وقت الصيف وبعد انتهاء وقت الربيع لكي يعتاشوا من خيارات البحر. من ضمن من كان يقطن هذه المنطقة في موسم الصيف هم أبناء قبيلة الغفران آل مرة وكان هذا منذ مئات السنين.

‏هنا مقدمة بسيطة توضح لكم كل ما حدث وهو في عام ٦٥؛ وهي فترة حساسة وصعبة في تاريخ المنطقة ولا تخفى على أحد منا. في خضم هذه الفترة الصعبة قامت بريطانيا باستغلال هذه الفترة ومنحت قطر حق تملك هذه الأرض المحايدة. شرط أن تصون قطر حقوق من فيها من أبناء البادية. للأمانة موقف حاكم قطر آنذاك الشيخ أحمد في ذلك الوقت لم يكن حكيما بالانحياز للإنجليز ضد إخوانه، وهذا ما جعل الشعب القطري ينظر له بنظرة الموظف الإنجليزي لا الحاكم. وأكبر دليل على هذا الأمر أن الشعب القطري والمملكة كانوا من أشد الداعمين للحركة التصحيحية التي قادها الشيخ خليفة لحكم قطر عام ٧٢ ولكي يحرر بها قطر فعلياً من الوصاية والاستعمار البريطاني. كان جدي حمد وجدي علي من الذين ناصروا الشيخ خليفة لإنهاء الهيمنة الإنجليزية في قطر.

‏للأسف قدم أسلافنا الكثير من التضحيات ليطردوا المحتل التركي والمستعمر الإنجليزي، ولتكون قطر حرة أبية تملك قرارها. والآن حمد بن خليفة أعاد قطر للنقطة التي بدأها أسلافنا وهو جعل قطر أرضا مستعمرة من قبل قوات أجنبية.

‏في الختام معظم الغفران هجروا من إقليمهم قطر الجنوبية وأسقطت جنسياتهم بدون حق ولا تخيير، وأتحدى حكومة قطر أن تثبت تبريراتها الكاذبة. ما حصل هو تعدي حكومة حمد بن خليفة على الحقوق الإنسانية التي كان على قطر أن تتكفل بها لشعب ذلك الإقليم. لذلك أطالب من هذا المنبر بأن تُعاد كافة حقوق الغفران في قطر بأثر رجعي، أو أن يعود هذا الإقليم للمملكة التي لن تمانع بمنح كل من له حق فيه بكامل حقوقه، ومن ضمن هذه الحقوق الجنسية.

* كاتب قطري