-A +A
حمود أبو طالب
كنا دائما نراهن على الفتاة السعودية وما زلنا نراهن وسنظل نراهن على أنها قوة بشرية ترفع رأس الوطن، وعنصراً أساسياً في مسيرته الحضارية وانطلاقه باتجاه المستقبل، ووجهاً وطنياً جميلاً نفاخر به أمام العالم، ورهاننا هذا ليس افتراضياً أو مجرد آمال وتطلعات ولكن لمعرفتنا بما نالته من علم وما تتوفر عليه من وعي وثقافة وإدراك لدورها الإنساني والوطني الذي جعلها تتحدى كل الظروف التي أحاطت بها سابقاً وتثبت أنها جديرة بكل المواقع.

هذا العام أصبحت لدينا واجهة مختلفة أمام العالم بعدما زادت كثافة تواجد الفتيات السعوديات في الواجهات التي تستقبل ضيوف المملكة من منافذ جوية وبرية، لقد بدأنا منذ فترة رؤية الفتاة في مكاتب جوازات المطارات خصوصاً في صالات القدوم، وبصفتي مسافراً شبه دائم فقد شعرت بزهو كبير وأنا ألاحظ زيادة عدد الفتيات في تلك المواقع إلى حد تأنيثها بالكامل، مواجهة القادمين من مختلف الجنسيات والثقافات واللغات ليست مهمة سهلة لأي أحد فما بالكم بفتاة كانت مخبأة عن كل شيء وأصبحت فجأة تتعامل مع جمهور متنوع في واجهات البلد.


لقد وجدنا في هؤلاء الفتيات المهنية والأدب والذوق في التعامل وسرعة الإنجاز والانضباط العملي والأخلاقي والشغف بإعطاء صورة زاهية عن الذات والوطن والمجتمع السعودي، والآن مع بدء موسم الحج نجد فتيات يتحدثن لغات عديدة في مواقع استقبال الحجيج وإنهاء إجراءاتهم وتفويجهم، يتعاملن وكأنهن اكتسبن خبرة طويلة بينما هن في بداية المشوار. هؤلاء الفتيات أصبحن محط تقدير وإعجاب واحترام كل قادم إلى بلادنا، وأثبتن أن مشروع تمكين الفتاة السعودية هو استثمار بشري عالي المردود وحق هن جديرات به.