-A +A
سلطان الزايدي
كنا نعتقد بأنه سيكون لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في عملية التغيير المرتبطة بالإعلام الرياضي السعودي، لكن مع الأسف لم يحدث هذا الأمر، ولم يتغير شيء إطلاقا، بل على العكس تماما، إذ نشعر بأن الإعلام الرياضي الرسمي المتمثل في الصحف المحلية والقنوات الرياضية يزداد سوءا من وجهة نظري، فالبرامج الحوارية أصبحت تركز على الآراء المتعصبة التي تخدم الأندية أكثر مما تخدم المصلحة العامة للرياضة السعودية، فنغمة التشكيك في إنجازات الآخرين ما زالت سائدة، ولا أظنها تنتهي إلا حين يحدث التغيير السليم في عناصر الإعلام الرياضي الذين يتواجدون في كثير من القنوات منذ أكثر من عقدين من الزمن، هؤلاء لم يعد لديهم شيء يقدمونه للحركة الرياضية في السعودية، وبعضهم غير ملم بحالة التغيير المطلوبة ونوعها لصنع التحول الرياضي المطلوب في السعودية.

في الوقت الحالي نحن نحتاج لمن يقدم لنا آراء تخدم الحركة الرياضية القادمة، ولسنا في حاجة لناقد لا يفهم إلا لغة التشجيع والإثارة، لقد عشنا سنوات طويلة نغذي المشهد الرياضي بمثل هذه الآراء، آن الأوان لأن نتوقف عن فعل هذا الأمر، ويجب أن نناقش مشاكلنا الرياضية بعيدا عن الصراخ والفوضى وشعارات الأندية. لماذا لا نعيد صناعة المشهد الرياضي خصوصا في القنوات الرسمية من تلفاز وصحف، ونترك خلافات المشجعين تحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟


في تصوري أن مواكبة ما يحدث من حراك حكومي كبير لخدمة الرياضة أهم بكثير من افتعال إثارة قد يكون تأثيرها سلبيا على كل ما سيحدث من تطوير في المجال الرياضي السعودي.

الكل يدرك جيدا بأن الصخب الرياضي قائم على الاختلافات في وجهات النظر، ولكل مدرج من جماهير الكرة السعودية أشخاص يحركون هذا المدرج، إما بترسيخ فكرة الاستحقاق حين يحقق الفريق منجزا، أو فكرة التشكيك حين يخرج من الموسم خالي الوفاض، وهذا أمر قد يرفع من وتيرة الحماس والمنافسة بين الأندية والجماهير ولا ضير فيه، لكن من المهم أن نحرص على التنوع في الإعلام الرياضي، بحيث يكون لكل مقام مقال. ففي وقت العمل ووضع الإستراتيجيات يكون المشهد الرياضي عند الأشخاص المناسبين لهذا العمل ممن لديهم العلم والمعرفة، التي تثري المتابع وتساعد المسؤول على تجاوز كل العقبات التي من الممكن أن تعيق العمل، وحين تحضر المنافسة نترك الأشخاص المهتمين بالأندية يمارسون هذا الدور، لكن أن يترك المشهد الرياضي برمته للأشخاص الذين يسعون لمكاسب خاصة دون الاهتمام بالمصلحة العامة، فهذا أمر يتنافى مع سبل النجاح.