-A +A
محمد الساعد
يقول ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي السابق في جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي عقدت قبل أسابيع وكشف عنها الأسبوع الفائت، وسوقته بكثافة الآلة الإعلامية القطرية عبر العالم: إن الرياض صممت الأزمة مع قطر طمعاً في ثرواتها.

يبدو أن تيلرسون أراد خدمة قطر فأغرقها في غبائه السياسي بقوله إن السعودية الغنية تطمع في ثروات قطر، إنه جزء من نفاق سياسي يريد إخراج قطر من أزمتها في تمويل الإرهاب ودعم التنظيمات الإرهابية وخلق قصة أخرى والترويج لها.


إن ما فعله تيلرسون يؤكد ما ذهب إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي وصفه بانه «كسول وأبكم» بمعنى أنه غبي وغير قادر على التعبير الصحيح.

لنعرف أيها السادة مدى غباء موظف العلاقات العامة ريكس تيلرسون لدى «مؤسسة قطر الخيرية» في الولايات المتحدة الامريكية، وكيف أقنعته حكومة قطر بمبرراتها بأن المقاطعة أتت بسبب غناها، هذه ليست سياسة إنها مبررات لا تخرج عن ثقافة «كيد النساء».

لقد بدأت مشاكل الدول الخليجية والعربية مع قطر قبل أن تصبح دولة غنية، وهي لم تمض أكثر من عشر سنوات على اعتاق البريطانيين لها وانتهاء احتلالها لهم، لقد كان حمد بن خليفة يفتعل المشاكل مع الرياض وجيرانه بدءاً من منتصف الثمانينات مرورا بانقلابه على والده العام 1995.

هذا موجز لبعض التحركات القطرية قبيل أن تكتشف أن الغاز سيدر عليها مبلغ طائلة.

فقد احتلت جزر «فشت الدبل» البحرينية ومنعت على الخليجيين إنشاء رادار لمراقبة التحركات الإيرانية التي استهدفت ناقلات النفط، وعلى الرغم من أن القطريين أخرجوا بالقوة إلا أنهم قاموا بأعمال تخريبية في الجزيرة قبل انسحابهم مرغمين، إضافة إلى محاولتهم احتلال جزر حوار البحرينية العام 90 وعرض مقايضة موقفهم لدعم الكويت بتنازل البحرين عن الجزر.

كما حاول ابن خليفة اختراق الحدود السعودية العام 1993 في مركز الخفوس، ودخل في حرب محدودة مع الرياض خسرها إثر قيام وحدة صغيرة من حرس الحدود السعودي بطرده ودفعته للتراجع عدة كيلو مترات داخل الأراضي القطرية.

لم يكتف حمد بن خليفة بذلك بل عقد تحالفا مستمرا منذ أكثر من عشرين عاما مع تنظيمات القاعدة والإخوان المسلمين وإيران وحزب الله، وأنشأ منظومة دعم وتنفيذ أعمال إرهابية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

إذن الخلافات وعقدة النقص والطمع في دور السعودية «الغني» والثري بنتائجه هو ما يدفع قطر لممارسة «الغباء السياسي» ومحاولة سرقة الأدوار السعودية في فلسطين ولبنان والعراق وباكستان فضلا عن التذلل للغرب، والاستقواء بإيران وتركيا وإسرائيل.

تيلرسون الرئيس السابق لشركة إكسون موبيل المحتكرة لإنتاج الغاز القطري تم تعيينه مستشارا لدى الدوحة بعد افتتاحه لمركز أبحاث في الولايات المتحدة، إلا أن توقيت نشر الاستماع لتيلرسون لم يكن بريئا وقد صمم بعناية فائقة ضمن حملة قطرية للتشويش على مشاركة المملكة في قمة العشرين برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إذ نفذت قطر عبر عملائها الحوثيين محاولات اختراق في الجبهات روجت لها بكثافة قناة الجزيرة.

عودا على ادعاءات المستشار لدى حكومة قطر تيلرسون.. لم تكن تلك المرة الأولى التي تعلن فيها السلطة القطرية أن ثرواتها محط أطماع محيطها الخليجي، لكن هل تلك حقيقة!!

فالحكومة القطرية تصرف على 5 آلاف موظف فقط يعملون في القطاع العام، بينما الحكومة السعودية تصرف على مليوني موظف، قطر ليس لديها إلا مدينة واحدة مكونة من أربعة أحياء وخمسة وسبعين ألف نسمة هم تعداد دولة قطر يمكن جمعهم في استاد رياضي في إحدى المدن السعودية، إضافة الى 350 ألف عامل أجنبي، بينما المملكة لديها أربع عشرة منطقة إدارية وآلاف المدن والقرى والهجر وأكثر من ثلاثين مليون مواطن ومع ذلك تئن الدوحة من بنية تحتية سيئة وأبراج سكنية فارغة وشوارع خلفية قذرة فعن أي غنى تتحدث الدوحة.

لو أن قطر روجت أن العمانيين أو الإيرانيين أو العراقيين يطمعون في ثروتها لكان ذلك أقرب للحقيقة لكن الدوحة تؤكد السمعة المنتشرة والمتداولة على نطاق واسع في الغرب إنهم أغبى من مارس السياسة وإنهم أقرب ما يكونون لمراهق وجد مالا ويريد أن يثبت أقرانه في الحي أنه رجل، فاستورد قبضايات عرب الشمال ومعلمي الشاورما من تركيا ومتقاعدي السياسة الغربية.

* كاتب سعودي

massaaed@