-A +A
خالد السليمان
وفقا لمؤشر وزارة العدل فإن عدد حالات الطلاق خلال شهر شعبان الماضي فاق عدد حالات عقد الأنكحة في ٦ مناطق رئيسية في المملكة، أي أن المطلقين أكثر من المتزوجين !

ورغم أن سن الزواج تأخر في السنوات الأخيرة لاعتبارات اقتصادية واجتماعية، إلا أن ذلك لم ينعكس على نضج الزوجين في العلاقات الزوجية غير المستقرة، فلا هما أدركا إمكانات التوافق بينهما قبل الزواج ولا هما تمكنا من خلق حالة توازن في علاقتهما بعد الزواج !


فهل أثرت التغيرات الاجتماعية على مرحلة نضج شخصية الشباب وانعكس ذلك في العلاقات الزوجية، خاصة مع نمو شعور المرأة بالاستقلالية وتدني شعور الرجل بالمسؤولية عند بعض أفراد المجتمع ؟!

في الحقيقة كثير من حالات الزواج القديمة استمرت لأن الظروف الاجتماعية كانت قاهرة وفرص الاستقلالية قليلة، واختارت الزوجة أن تضغط على آلامها النفسية وتتحمل ضغوط حياة أسرية غير سعيدة إما تضحية لأجل تربية أطفالها أو عجزا عن إيجاد مكان عيش آخر وتحمل نفقة معيشته، بينما استغل بعض الرجال ذلك في فرض علاقة زوجية شعارها «سي السيد»، لكن الحال تغير اليوم مع التغيرات العميقة والسريعة التي أصابت المجتمع، ففتيات اليوم غير فتيات الأمس، فهن أقل استعدادا لتحمل الضغوط، ومغادرة بيت الزوجية أسهل عندهم من مغادرة محل تجاري لا يجدن فيه البضاعة المرغوبة !

من المهم جدا أن تكون فترة الخطوبة أو الملكة اختبارا حقيقيا لتوافق الزوجين واكتشاف إيجابيات وسلبيات شخصيتيهما ومدى تكاملهما، فالزواج رباط مقدس تترتب عليه مسؤوليات تجاه أطفال ولا يعود القرار فيه قاصرا على زوجين مختلفين !