-A +A
حمود أبو طالب
بعد تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي حمل فيه إيران مسؤولية الاعتداء على ناقلتي النفط في خليج عمان أكد الرئيس ترمب أن صور ناقلتي النفط تظهر أن طهران هي من نفذ التفجيرات، وشدد على أن واشنطن لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية، في الوقت الذي ما زالت فيه دول أوروبية كبرى وغير أوروبية تقف موقف الحياد السلبي من حادثة خطيرة تهدد السلم والاقتصاد الدولي، وكأن فاعلها مجهول ويحتاج غلى وقت لمعرفته، بينما حتى لو لم يؤكد الرئيس ترمب أن إيران هي التي نفذت الاعتداء فإنه لا أحد في العالم سيتهم غيرها استناداً إلى المعطيات والحيثيات والظروف التي سبقت الحادثة، بل إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي حملت تهديدات واضحة ومباشرة.

بيد أن المشكلة، وذلك ما يجب قوله للرئيس ترمب، أن الموضوع الآن ليس الأسلحة النووية الإيرانية، فكل الاعتداءات الإيرانية بالوكالة عن طريق الحوثيين، أو ما تقوم به إيران مباشرة، لا يحتاج إلى سلاح نووي لأنها تستخدم منظومة صواريخها الباليستية وطائراتها المسيرة التي تنقلها إلى اليمن باستمرار تحت غطاء أممي وأمريكا تعرف ذلك جيدا وكل ما فعلته هو الاستنكار والإدانة أحيانا، بينما الاعتداءات مستمرة. إن الحديث عن البرنامج النووي الآن في غير موضعه ومناسبته، ويمثل تمييعا للوضع القائم الآن والمتسم بالخطورة البالغة، فإذا كانت كل القضية هي البرنامج النووي فإن إيران قادرة على تأجيله إلى حين طالما هي قادرة على تنفيذ أهدافها بالأسلحة المتوفرة لديها والتي لم يمنعها المجتمع الدولي ومنظماته من إرسالها إلى وكلائها للاعتداء على المملكة، وها هي تنفذ تهديداتها بتحويل الممرات الدولية إلى خطر حقيقي بأسلحة تقليدية كالطوربيدات والألغام البحرية.


إنه ليس وقت الحديث عن الأسلحة النووية الآن يا مستر ترمب، أو الخوض في ملفات قديمة أخرى، فإيران تتحداكم وتتحدى كل العالم وتنفذ تهديداتها أمام الجميع، ومن صالحها كثيراً أن تستمروا في الحديث عن شأن آخر لا علاقة له بما يحدث. إنها مسؤولية العالم تجاه هذه الفوضى الإيرانية المتصاعدة فتعاملوا معها كما يجب وإلا فإن الجميع سيدفعون الثمن.