-A +A
عبداللطيف الضويحي
لا يكفي تحقيق الهدف بهيكله العظمي دون كسوته بالملابس اللائقة والألوان المتناغمة واللمسات المنسجمة مع ذاتها ومع إنجازات بقية الأهداف أفقيا ورأسيا وبلوحة نهائية تأخذ بالاعتبار ما بين الأهداف.

نحن نقف في كثير من الأحيان في المنتصف مندهشين بين احتياجاتٍ تتكدس عن اليمين وفرصٍ تتراكم عن الشمال، وأخرى أمامنا ورابعة خلفنا، شبه عاجزين عن التوفيق والمواءمة بين تلك الاحتياجات المتنامية والفرص المتزايدة.


التحولات التي تمت وتتم في عدد من المسارات الاجتماعية والاقتصادية كانت متوقعة ربما، وكان مرحبا بها من شرائح مجتمعية كثيرة، لأنها ضرورة حياتية وتاريخية، رغم تخوف البعض من مجرد التفكير به.

الآن وقد مضى زمن ليس قليلا على تلك التحولات الاقتصادية والاجتماعية، يتربص ببعضنا الخوف من الخطأ والمجهول، وهو ما جعل هذا البعض يتقي الفعل بالحديث عنه ويكتفي بمدرجات الجمهور.

رغم ما تحققه برامج التمكين الاقتصادي على وجه التحديد لبعض فئات المجتمع من نجاحات، هناك أكثر من حلقة مفقودة لتوسيع دائرة انخراط بعض شرائح المجتمع في الدورة الاقتصادية ولدفع بعض تلك التغييرات إلى مدى وأفق أرحب وصولا إلى التناغم والانسجام بين كل محركات التغيير والتماهي بين كل أهداف التغيير.

كما أن هناك مساحة من العمل المهجور أو المتداخل بين هيئة السياحة من ناحية ووزارة الشؤون البلدية والقروية من ناحية ثالثة وبين وزارة الثقافة من ناحية ثالثة ترتفع وتيرته في محافظة وتنخفض في محافظة أخرى. مثلما هي المساحة الخالية بين المؤسسة التعليمية من ناحية والمؤسسة التدريبية من ناحية ثالثة ومؤسسة التوظيف والشغل من ناحية ثالثة.

أو هدف التحول الرقمي والأتمتة الذي يستغني عن الكثير من الموظفين مقابل هدف الحد من البطالة عن طريق التوظيف.

تتكرر الحلقات المفقودة وتتداخل بين الأهداف العامة. كتلك المساحة المتداخلة بين هدف الاستثمار وجلب رؤوس الأموال من ناحية، وهدف السعودة خاصة في بعض المجالات من ناحية أخرى.

أهداف تبدو بأنها تلتقي مع أهداف مؤسسة أخرى وتتكامل معها، مثلما هو الجمع بين التوسع بالمجتمع المدني والجمعيات الأهلية، وترك هذا المجتمع المدني في الوقت نفسه فريسة للصراعات الإدارية وضحية للقطيعة أو شبه القطيعة التي تفرضها عليه المؤسسات الحكومية الشبيهة له في الاهتمام.

خلاصة القول، عندما تتحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الإنسانية الجوهرية لأي عمل أو خطة، تكون الحاجة ماسة إلى من يوائم بين كمية الملح الضرورية وكمية السكر الضرورية لكافة الأطباق والطبخات المالحة منها أو الحلوة. ويكون أهمية التناغم والمواءمة بين مكونات الهدف الواحد وإنجازات الأهداف ككل في لوحة واحدة والأهم هو ما بين كل الأهداف في لوحة واحدة.

* كاتب سعودي

Dwaihi@agfund.org