-A +A
حسين شبكشي
إذا اعتمدنا على ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي فيمكن اعتبار قرار وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان بإطلاق اسم الفنان الراحل الكبير طلال مداح على مسرح المفتاحة إنه قرار نال استحسان ورضا قاعدة عريضة جدا من الناس، وجاء كتكريم مستحق بحق قامة فنية عظيمة وكبرى، كانت خير سفير لبلادها، وطبعا سيكون على وزارة الثقافة الاستمرار على النهج الذي أطلقته، لأن هناك أسماء عظيمة أخرى تنتظر التكريم وهي معروفة ومميزة وحفرت أسماءها في وجدان الناس وضمير الوطن بالعطاء والإخلاص والنجاح. وطبعا هذا قرار يكسر حاجزا نفسيا كان كافة أمناء المدن السعودية تخشى القيام به وهو تسمية شوارع بأسماء فنانين. وكل الأمل أنه بعد هذه الخطوة المهمة أن تقوم الأمانات في كل مدينة بتسمية شوارع في مدنها بأسماء فنانين وموسيقيين وتشكيليين وسينمائيين ومسرحيين ومصورين وغيرهم في المجالات المماثلة كنوع من الوفاء المستحق والتكريم اللائق.

ومن المفروض أن تكون هذه الخطوة بمثابة فرصة لأن تكون منهجية وأساسا في التعامل وقاعدة وليس استثناء لسائر الوزارات، فتحذو وزارة الصحة بتكريم أطباء وممرضين قاموا بأعمال مهمة وذلك بإطلاق أسمائهم على عيادات ومستشفيات ومبان ومراكز طبية وقاعات وذلك لتكريس فكرة التكريم، ونفس الشيء في الخطوط السعودية، فيتم إطلاق أسماء رؤساء المؤسسة ممن سبقوا، والطيارين المميزين والمهندسين الناجحين والمضيفين، ونفس الشيء في وزارة التعليم ووزارة النقل ووزارة الزراعة ووزارة المالية ووزارة التجارة وغيرها. فكرة التكريم وعدم التأخر فيه والاجهار بها للعالم وتخليدها هي مسألة محفزة واعتراف بالفضل ورد الجميل. وهذه النوعية من القيم النبيلة هي التي تصنع القدرات والنماذج الناجحة في مجتمع شاب ويافع يبحث بجدية عنه.


* كاتب سعودي