-A +A
حمود أبو طالب
هل هناك خوف حقيقي من استخدام إيران للسلاح النووي؟. دعونا نطرح هذا السؤال كمدخل للحديث عن التصعيد الحادث من إرسال أمريكا لقطع حربية ضخمة ومدمرات وطائرات وإضافة عقوبات جديدة على الصادرات الإيرانية بعد عقوبة تصدير النفط، نتيجة تأكيد أمريكا على أن إيران تنوي فعلياً القيام بأعمال تخريبية تهدد المنطقة، ثم تنصلها من بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.

المنطق التأريخي منذ قيام الثورة الإيرانية إلى الآن يوضح أن إيران لم تنفذ أيا من تهديداتها الأبسط كثيراً من استخدام السلاح النووي. هددت أمريكا وهددت جيرانها لكنها لم تجرؤ على تنفيذ أي من تلك التهديدات. هي لا تدخل في مواجهة مباشرة، وإنما تستخدم تنظيمات وأنظمة بالوكالة عنها لممارسة التخريب والتدخلات ضمن مشروعها الإستراتيجي المنبثق من أدبيات الثورة الخمينية بتصديرها إلى الدول الأخرى، وهذه التنظيمات هي التي تقوم بالدور الإيراني بالنيابة وهي التي تباشر مهام التنفيذ، وما عدا ذلك فإنها لا تستخدم أكثر من المناورات السياسية التي تجيدها، وهذه الحقيقة تعرفها الدول الكبرى وأمريكا على وجه الخصوص.


كان بإمكان أمريكا تقليم أظافر إيران في مناطق نشاطها ونفوذها، في اليمن ولبنان والعراق وسوريا بإزاحة وكلائها في هذه الدول. لو نفذت أمريكا ذلك لأمكن تحجيم شراهة إيران للتدخل والتوسع خارج محيطها، ولتعلمت درساً مهماً يجعلها تتراجع تلقائياً عن التفكير في حماقات مستقبلية، ولما كانت أمريكا في حاجة إلى تحريك كل هذه العدة والعتاد التي من شأنها تحويل المنطقة إلى دائرة رعب مما يمكن أن يحدث.

إذا وضعنا هذه الحقائق تحت مجهر التأمل والتفكير يمكننا التساؤل ماذا تريد أمريكا بالضبط من رفع منسوب التوتر في منطقتنا بقراراتها هذه؟.