-A +A
منى المالكي
في أسبوع واحد وردت كلمة تظليل في تغريدة لأكاديمي يصف اختبارات الطلاب في اعتمادها على تظليل الإجابة الصحيحة بأنه علم التظليل، في التقاطة ذكية تقارن بين الاختبارات الجادة سابقا واختبارات اختيار الإجابة الصحيحة وتظليلها، وهو اختبار يعتمد على التخمين لمن لم يستعد له!

كذلك وردت كلمة «التضليل» في حديث الإعلامي عضوان الأحمري ببرنامج «بالمختصر» عندما وصف مشاهير السوشال ميديا «النخبة الزائفة» بأنهم يضللون المستهلك باعتمادهم على إعلانات زائفة تعتمد على المادة ومن يدفع أكثر للرمي بالمستهلك في جحيم الشراء الشره فقط!


أزعم أن التضليل هو سيد العصر ليس فقط في ما ذكر سابقا إنما امتد ليشمل مناحي حياتنا، فنحن خلف شاشات الجوالات مختلفين سلوكا وحديثا وتعاملا عن واقعنا، فتجدنا في مجموعات الواتساب نقطر مثالية وما إن ننزل للشارع نكتشف أننا لا ننتمي لتلك الكائنات الرقمية بصلة!

وقس على ذلك كثير، فهل نستطيع أن نقاوم سونامي التضليل في حياتنا؟! أزعم أنّنا نستطيع، فلنأخذ مثلاً إعلانات مشاهير التواصل الاجتماعي، فوضع القوانين المنظمة للتجارة الإلكترونية يحد من جشعهم، كما أني لا أرى ضرورة لدعوة هؤلاء المشاهير في حفل إعلان إستراتيجية لوزارة حكومية، فما هي الفائدة المرجوة من وجودهم مثلاً، أفهم أن يدعوهم سوق تجاري للدعاية ولكن أن تدعوهم إدارة العلاقات العامة في وزارة حكومية مثلاً، هذا ما تحتاج إلى إجابة عليه!

ويمتد «التظليل» ليشمل علاقاتنا في زمن التكنولوجيا التي أصبحت تطبع كل المشاعر ببصمة واحدة، ونحن على أعتاب شهر كريم ستجد أن التهاني والتبريكات تعتمد على تحديد «تظليل» الكل ونسخها وإرسالها! فتصل باردة بدون مشاعر، ما أقسى أن تعيش حياة التظليل!

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@

almmona@KSU.EDU.SA