-A +A
محمد آل سلطان
قبل انطلاق عاصفة الحزم سقطت جميع الأراضي اليمنية في يد مليشيا الحوثي الإرهابية بشكل دراماتيكي ومتسارع انكشف فيه كثير من المتواطئين أفراداً وأحزاباً.. استغاثت الحكومة اليمنية ومعها أطياف كبيرة من الشعب اليمني بالرياض عاصمة العرب وعرينهم.. استنقذت الرياض رموز الشرعية في اليمن ومنحت اليمنيين حكومة وبرلماناً وأفراداً المكان والمكانة لأن يستعيدوا أرضهم وشرعيتهم.. لم تكتف الرياض بذلك بل أطلقت عاصفة الحزم التي استردت تقريباً 80% من أرض اليمن وقزمت الخطر الإيراني في اليمن وسعت في ذات الوقت لتأسيس جيش وطني وصل إلى 200 ألف جندي وضابط ليقوم بمهمته في الدفاع عن أرضه وشعبه أحرزت المقاومة في الجنوب بدعم قوات التحالف انتصارات سريعة في ظرف 3 أسابيع تقريباً تحررت معظم الأراضي في الجنوب وحضرموت فيما بقيت جحافل الجيش في الشمال على بعد كيلوات بسيطة من صنعاء والحديدة وغيرهما.

تراخي الحكومة اليمنية وبرلمانها وجيشها في نهم وصرواح وتعز وغيرها كان سبباً رئيسياً في إرسال رسائل خاطئة للجميع وعلى رأسهم المليشيا الحوثية خصوصاً بعد أن بدأ البعض بيع وشراء جلد الدب قبل صيده !


تحصلت الحكومة وبرلمانها والأحزاب على دعم منقطع النظير من الرياض وحلفائها سياسياً ومادياً وعسكرياً لا أظن أنه سيحدث لأي حكومة منفى في التاريخ ! لكنهم انغمسوا بقصد أو بدونه في مناقشة تفاصيل التفاصيل بينما تركوا مع الأسف المبادئ والكليات الأساسية أن العاصمة العريقة صنعاء ما زالت محتلة من قبل مليشيا إرهابية تعدت حتى على البيوت وحرماتها..

وأخيراً ومنذ 2015 اجتمع اليمنيون في سيئون واكتشفوا أنهم لم يصنفوا الجماعة بعد إلى جماعة إرهابية فقرروا دراسة ذلك فيما انفض السامر في سيئون وبالتأكيد لم يبق أحد هناك وعاد أكثرهم إلى الرياض وبقيتهم إلى دبي والقاهرة وإسطنبول وغيرها !

أياً كان الذي توصل إليه المجتمعون في سيئون فهم أعرف بشأنهم من أي أحد، ولكن كمتابع للشأن اليمني فإن الجبهات ما زالت نائمة رغم كل الدعم الذي تلقته ! فيما يصف اليمنيون أنفسهم أن الحكومة ما زالت متثائبة ! فلا المساعدات تصل لمستحقيها ولا الجبهات تزلزل الأرض من تحت غاصبيها.. !

في ظني أن الرياض معروف عنها أنها تتمتع بالصبر الطويل جداً وهي ترى وتعرف كل شيء ! ولديها التزام وموقف أخلاقي تجاه اليمن حكومة وشعباً ولكنها لا تريد أن تتدخل في تفاصيل الشأن اليمني..! إلا بجمع الكلمة وتوحيد الموقف، ولكن الله يحب الذين يساعدون أنفسهم والفرص لا تتكرر دائماً والدعم مهما كانت قوته ليس شيكاً على بياض ! فما لم يستشعر اليمنيون حكومة وأحزاباً خطورة الوضع الذي يعيش فيه شعبهم والحالة المريعة التي استغلتها المليشيات في حالة الفراغ الضائع، وما لم يبدأ الجيش اليمني بالتحرك صوب صنعاء فلن يتقدم ملف المفاوضات السياسية وحقن الدماء إلا بمقدار استهلاك الوقت والتلاعب لفرض سياسة الأمر الواقع !

* كاتب سعودي

@dr_maas1010