-A +A
منى المالكي
عرض التلفزيون الفرنسي فيلماً وثائقياً عن القرى السياحية التي تملك جمالاً طبيعياً إلى جانب آثار مهمة، وكانت الفكرة المؤرقة هي كيف تتم المحافظة على كل هذا الإرث البيئي والتاريخي مع العجز في ميزانيات البلديات المحلية، وفي جلسات عمل مستمرة ومبادرات وأفكار من الجامعة المحلية للمنطقة اهتدوا إلى طريقة ذكية وهي مشاركة السكان المحليين في الحفاظ على الإرث السياحي والمحافظة على البيئة، بدون تكليف البلدية عبئا ماليا يتمثل في الاهتمام بالمزروعات أو تأمين حماية ومرشدين للمزارات السياحية، وكانت الفكرة تقوم على تعيين «حراس البيئة» من سكان القرية نفسها، ومكافآتهم من دخل السياحة من خلال جولات سياحية أو الإرشاد السياحي من أهل القرية، وبذلك يتمتع الزائرون بالجمال الطبيعي والنزهات السياحية، ويستفيد السكان المحليون، وأصبحت القرية مكاناً سياحياً مفتوحاً غير محاطة بسياج أو يصرف عليها ميزانيات مرهقة.

فكرة «حراس البيئة» جميلة في المحافظة الذاتية على الممتلكات العامة وأن تكون جزءا من الملكية الشخصية التي ينتمي إليها كل سكان القرى السياحية بمعناها العام، أقصد ليست المنتجعات أو القرى المبنية لهذا الغرض.


ونحن في بلادنا نملك آلافا من تلك القرى من شمال إلى جنوب بلادنا ومن شرقها لغربها، الاستفادة من هذه القرى بسكانها وإشراكهم في الوعي بمفهوم الثقافة السياحية والبيئية اهتماماً وعملاً مكسب يحقق الأهداف على أكثر من مسار، المسار البيئي في المحافظة على مخزوننا البيئي المتمثل في البيئة الفطرية من غطاء نباتي وحيواني والمسار الاقتصادي في تحقيق مردود مالي جيد لسكان تلك القرى كذلك والبقاء في قراهم والحد من الهجرة للمدن، مع تطوير وتنمية ودعم مثل هذه المبادرات واستمالة شباب تلك القرى في القيام بمشاريعهم الخاصة.

خدمة وتطوير ودعم مثل هذه الأفكار مطلب مهم من مطالب التنمية في مرحلة التحول ثم تحقيق الرؤية.

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@

almmona@KSU.EDU.SA