-A +A
سلطان الزايدي
من أجمل العبارات التي من الممكن أن تقال في الحياة: «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»، ولكل شخص حرية الرأي، ويقول ما يرى أنه مناسب وفق قناعة معينة، ولا يحق لأحد أن يصادر رأي أحد مهما كان حجم هذا الرأي، في النهاية كل شخص يمارس حقه الطبيعي في الحديث والمناقشة، ويبقى الأمر بيد المسؤول عن إدارة تلك المنظومة، هذه الثقافة متى ما انتشرت بين أفراد المجتمع ستعزز جوانب كثيرة في شخصية الإنسان المنتمي لهذا المجتمع، وسيصبح كل مسؤول أمام خيارات كثيرة ينطلق من خلالها نحو قرارات أفضل، لكن تجاهل آراء الناس وعدم الاستجابة لمقترحاتهم وقبول مناقشاتهم لا يخدم المصلحة العامة في شيء، بل على العكس قد يحرم المجتمع من بعض الآراء المفيدة والتي تخدم الصالح العام.

إن إثارة أي قضية رياضية ومناقشتها عبر وسائل الإعلام المختلفة وأخذ آراء الجمهور الرياضي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يثري الساحة الرياضية، ويعطي المتابع الرياضي الكثير من الدراية بما يمكن فهمه، وهل العمل المقدم في هذه الجزئية جيد أم لا؟، على سبيل المثال خروج رئيس لجنة الانضباط والأخلاق في لقاء تلفزيوني مختصر، اختصر على المتابع الرياضي كثيرا من الاجتهادات، فمعنى أن يوضح المسؤول الأول عن تطبيق قوانين ولوائح الانضباط، ويشرح للمتابع الرياضي لماذا اتخذ في هذا الفعل قرارا انضباطيا، ولماذا لم يكن هناك قرار انضباطي في هذا التصرف، فهذا عمل إيجابي يثقف المهتمين بنشاط كرة القدم وللكل حرية القبول أو الرفض، فمن يقبل كلامه ويقتنع فيه له وجهة نظر تخصه، ومن يرفض إنما يرفض إما لتعصبه لفريق معين أو لعدم اقتناعه، ويرى أن بعض اللوائح غير واضحة وتحتاج مراجعة، ويملك مبررات تثبت صحة وجهة نظره، المهم في الأمر أن فرصة المناقشة مفتوحة وفرصة القبول أو الرفض أيضا مفتوحة، وفي النهاية الحوار الراقي في المجتمع يعطي دلالة واضحة على أن مجتمعنا الرياضي يتمتع بكثير من العقليات الراقية والتي تستحق في كل الأحوال أن تكون شريكة في صنع القرار وتقديم المقترحات الجيدة.


أيضا بعض لجان كرة القدم يضعون أمام المتابع الرياضي فرصة تقديم المقترحات من خلال وضع وسيلة تواصل بين اللجنة والجمهور الرياضي، سواء كان هذا الشخص مختصا في المجال الرياضي بمختلف تفريعاته الإدارية أو الفنية أو القانونية أو مجرد متابع عادي يعشق كرة القدم، ومن لديه ما يخدم كرة القدم أو الرياضة بشكل عام لن يجد صعوبة في إيصال ما يريد، وقد يكون ما يقدمه من اقتراحات مفيدا ويترتب عليه قرارات تخدم هذه اللعبة وتطورها.

# تغريدة:

العمل الرياضي مدخل مناسب لتعزيز روح المشاركة بين أفراد المجتمع والمسؤول الرياضي.