-A +A
خالد السليمان
ما الذي يجعل دولة صغيرة مثل قطر تقع في زاوية نائية من الوطن العربي طرفا في صراعات داخل دول تبلغ مساحاتها وأعداد سكانها عشرات أضعاف مساحة وعدد سكان قطر ؟!

لماذا تمول قطر ميليشيات مسلحة في سورية وغزة وليبيا، وتمد جسورا مع ميليشيات طائفية في العراق ولبنان، وجماعات معارضة في المغرب العربي والقرن الأفريقي، وتلعب أدوارا تتجاوز حجمها وحاجتها ؟!


لماذا تبدو قطر عنصر تأزيم وتصعيد في كل بؤرة صراع عربية اليوم بدلا من أن تكون من عناصر الحل ؟!

لماذا تبرز قطر اليوم وكأنها تمارس نفس الدور الإيراني في إيذاء الوطن العربي أو تمثل جهاز صراف البنك المصرفي للمشروع الإخواني المدمر في المنطقة ؟!

ما هو مردود المواطن القطري من استثمار سلطة بلاده ثرواتها ومدخرات أجيالها في صراعات لا مصلحة للقطريين فيها، جعلتهم في موقع العزلة مع جيرانهم والنفور مع إخوانهم والريبة مع أصدقائهم ؟!

المضحك في التحالف القطري الإخواني التركي الإيراني، هو أن قطر تجسد كل ما يحاربونه في السعودية والإمارات، فقواسم الثروات النفطية واحدة وسمات الأنظمة السياسية متشابهة، وكل شعارات حرية الشعوب وديمقراطية الحكم والتصدي لإسرائيل التي يرفعها هذا التحالف رغم زيفها لا تتوفر في قطر، فهي دولة نظام حكم وراثي لا مكان فيه لأي معارض سوى في السجون، ومطارها استقبل معظم قادة إسرائيل، ولقاءات الطرفين علنية وحميمية !

أفهم استغلال إيران وتركيا والإخوان لأحلام التورم لدى سلطة قطر وامتطاء ظهرها، لكن ما لا أفهمه أن يكون القطريون بهذه السذاجة لتصديق أن حجمهم الحقيقي بمقاس الثوب الوسيع الذي ارتدوه !