-A +A
بشرى فيصل السباعي
الهجوم الإرهابي الذي حصل ضد مسجدين بنيوزلندا ومن قبله وبعده مساجد أخرى ومعبد للسيخ وكنيس يهودي من قِبل من يصنفون كمؤيدين «لليمين المتطرف» والذي يختلف عن «اليمين» العادي بأنه يطبق بالإرهاب أجندات منظري وسياسيي اليمين، تماماً كالفارق بين المنظِّرين الإسلاميين الذين يدعون لما عليه داعش لكنهم يتبرؤون من أعماله، هذا الهجوم قرع ناقوس الخطر بخصوص مؤيدي اليمين الذين كانوا متوارين خوفاً من النظر إليهم على أنهم رجعيون، لكن نشرهم بالإنترنت ومواقع التواصل أزال وصمة العار وشجع اجتياح تيار اليمين المتطرف قارات العالم وفوز زعمائه بالانتخابات، والتوجه اليميني بكل الدعوات الدينية واللا دينية له ذات السمات العقلية والنفسية والسلوكية ويؤدي لذات النتائج وهي؛ الإرهاب، الحروب، واضطهاد الفئات التي يستهدفها اليمين وهم الأجانب والأقليات والنساء، وصفات مؤيدي اليمين حسب الدراسات هي:

* انخفاض مستوى الذكاء والتعليم والثقافة.


* غلظة الطبع.

* أمراض عقلية ونفسية أبرزها السيكوباتية والسادية وجنون العظمة وجنون الارتياب الذي من أعراضه توهم الاضطهاد والمظلومية ووجود مؤامرات كبرى.

* العنصرية والتحريض العدواني ضد الأجانب والأقليات والنساء واعتبار المساواة بالحقوق خطرا وجوديا.

* فرط الشح الغرائزي وزعم أن الفئات الأخرى تأخذ أموالهم ووظائفهم.

* تضخيم الأخبار السلبية عن المختلفين وفبركة نظريات مؤامرة وأخبار صادمة تشيطنهم بنظر الرأي العام.

* الشوفينية: ومعناها التكبر المتعصب لانتماءات كالجنس والقومية والعرق والقبلية والوطنية والدين والنسب والاعتقاد بأنها تمنح صاحبها فوقية وأفضلية وصفات امتياز يفتقر إليها من ليس له ذات الانتماءات.

* البطالة وانخفاض المستوى المادي مما يجعلهم يبحثون عن شيء يشعرهم بالفوقية رغم كونهم فاشلين ومفلسين.

* تأييد السلطوية الذكورية الأبوية والأنظمة الفاشية ورموزها كهتلر واعتبار أنه بمثلها يمكن استرجاع الأمجاد والعظمة الماضية المزعومة.

* التخوين: زعم أن كل من لا يوافقهم هو غير وطني وخائن بشكل يقابل التكفير.

* الديماغوجية/‏الغوغائية وهي: الخطاب المهيج للتعصب والانفعالات العدوانية تجاه طرف ما، عبر اللعب على وتر إحباطات الجمهور وآمالهم ومخاوفهم وعصبياتهم وتملقهم بإطراء «الأنا الجماعية».

* التسامح مع العنف بأنواعه.

وعموماً الوضع سيصبح أسوأ قبل أن يصبح أفضل بسبب؛ مقاومة اليمين للصيرورات الحتمية للعولمة التي تذيب حدود الهويات المحلية والصفاء العرقي والديني والثقافي، ومواد الترفيه العالمية نشرت العنف والهمجية بجعلها معتادة وممجدة، بالإضافة لتبعات العولمة الاقتصادية غير العادلة التي أدت لإفلاس المجتمعات الأقل تطوراً بإغراقها ببضائع الدول الصناعية وبالخصخصة الداروينية والديون الدولية مما يضطر مواطنيها للهجرة، بالإضافة للحروب والإرهاب والجريمة المنظمة والفساد بسبب الفشل بالتنمية الاقتصادية والسياسية والترقي الثقافي الحضاري.

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com