-A +A
سلطان الزايدي
في منافسات كرة القدم يحق للجمهور -وهو أحد عناصر المتعة في هذه اللعبة الشعبية المهمة- أن يفرح متى ما حقق فريقه إنجازا كبيرا، ويحق له الغضب متى ما أخفق فريقه، وهذا الأمر موجود في كل العالم، ففي الأسبوع الماضي خسر ريال مدريد الإسباني أمام منافسه التقليدي برشلونة مرتين، وغضب المدرج المدريدي، وظهر في بعض القنوات الفضائية يتألم من سوء حال فريقه، ووجه كيلا من الاتهامات، والنقد الذي تجاوز حدود الجوانب الفنية، لدرجة أن البعض منهم وصف بعض لاعبي ريال مدريد بالمتخاذلين الذين لا يقدمون عملا جيدا يخدم الفريق، ولم يكن هذا الأمر مفاجئا للمجلس الإداري في ريال مدريد، بل هم يتوقعون الأسوأ في قادم الأيام. ما أعنيه من سرد هذه المعلومة هو أن انفعالات الجمهور مقبولة في كل مكان، ولاعب كرة القدم المحترف يعرف هذا جيدا، ومن المفترض أن تكون لديه القدرة على التحمل وتقبل أي رد فعل يحدث بعد الخسارة، ويعمل بكل جد حتى يحمي نفسه من أي رد فعل سلبي، يجب أن يسعى جاهدا لتقديم العمل المأمول منه، والنتائج تبقى بيد الله، هذا الفكر ما يحتاجه اللاعب السعودي، لا يمكن أن يكون رد فعل اللاعب السعودي معتمدا سلبا على رد فعل الجمهور، إذ من المفترض حين يغضب الجمهور من فريقه أن يكون رد الفعل في المباراة القادمة مختلفا، هدفه الأساسي الظهور بصورة مختلفة وأكثر إيجابية، وحتى تكون الصورة واضحة أكثر، يستطيع الجمهور أن يساهم في صناعة الفريق القوي، وأيضا يستطيع أن يكون معول هدم؛ بمعنى أن الجمهور يستطيع أن يجبر أي فريق على الظهور بالمظهر اللائق الذي ينتظره المدرج حين يسلك السلوك الصحيح من خلال الدعم، دون أن يكون له تأثير سلبي من خلال قوة الضغط على الفريق، وبكل تأكيد هذا الأمر سينعكس على النتائج وستتحول من سلبية إلى إيجابية، فالخسارة التي لا تصنع الانتصار لن يكون لها تأثير إيجابي في اللقاءات القادمة، ومن الطبيعي أن تستمر النتائج السلبية؛ لذا الجمهور هو أحد عناصر التفوق لأي فريق، أو قد يكون سببا مباشرا في تكرار النتائج السلبية حين يكون ضغطه كبيرا على اللاعبين، خصوصا في الملاعب السعودية، فاللاعب السعودي يصعب عليه تحمل قوة الضغط الجماهيري، بدليل أن الاتحاد حين لعب مباراة الريان القطري في البطولة الآسيوية دون جمهور حقق نتيجة كبيرة.

تغريدة:


السوداويون لا مكان لهم في مدرج النصر.