-A +A
خالد السليمان
إذا كانت الانتخابات في الجزائر حرة ونزيهة، فإن بإمكان الجزائريين الرافضين لمنح الرئيس بوتفليقة فرصة الترشح لولاية رئاسية جديدة إسقاطه عبر صناديق الاقتراع وليس الشارع، لكن الثقة الشعبية بصناديق الاقتراع في معظم دول العالم الثالث مفقودة، والمرشح الرئاسي في العادة لا يمثل نفسه بل يمثل مصالح القوى المتنفذة المتشبثة بالسلطة، وهي التي تملك الصندوق ومفتاحه !

في الجزائر يبدو المشهد سيرياليا، سلطة ترى أنها الوحيدة القادرة على تمثيل الشعب وحفظ أمنه وصيانة وحدته، حتى وإن كانت الوسيلة دفع رجل طاعن في السن مثقل بالمرض مكبل بالعجز ليكون واجهتها، وشعبا يريد حياة أفضل، لكن لا شيء يضمن له الحياة الأفضل، فالثورات لا تضمن البدائل الناجحة، وكل ثائر وصل إلى السلطة على صهوة جواد، بقي فيها على صهوة دبابة !


التاريخ يجدد دورات الحياة، لكنه فقير في أفكاره ولا يكل ولا يمل من تكرار التجارب والقصص، ارجعوا إلى التاريخ وستجدون أن حياة الإنسان مع هوس السلطة وشغف الحرية ورومانسية الخير هي حكايات متكررة لا تتغير حتى نهاياتها !

هل يعني ذلك أن ييأس إنسان العالم الثالث من التغيير للأفضل ويسلم للسيئ بالبقاء والاستمرار في خنق الحياة، بكل تأكيد لا، لكن ربما حان الوقت للتمعن في أسباب النهايات الفاشلة المتشابهة رغم تغير الأزمنة والأشخاص والأماكن، كيف ينتهي المجاهد دكتاتورا، وكيف يصبح التشبث بالحياة تشبثا بالسلطة، وكيف يجد المواطن نفسه في النهاية مجرد متفرج مجبر على التصفيق لعرض مسرحي رديء !