-A +A
مها الشهري
أحد المشاهير من الشخصيات الدينية عبر عن رأي في عام «الحطب» وعاد برأي وموقف مختلف ومناقض تماما في 2019، فكان تغيير الرأي والموقف تجاه الحدث مأخذا عليه، وبدأ البعض باتهامه بالتلون والكذب والخديعة، رغم أنه ببساطة «غيّر رأيه»، هذا يعيد النظر إلى عقدة تغيير الرأي وما يرتبط بها من الأوصاف السلبية.

من الطبيعي أن تتغير آراؤنا تجاه أي فكرة، وعندما نغير من الرأي والموقف فهذه دلالة على أننا نتغير ونتطور، وليس من الطبيعي أن تمر الأزمنة على آراء وأفكار واحدة تأخذ صفة الجمود والتصلب، لأن هذا ليس من طبيعة الحياة، وليس من الجيد ألا نفهم ذلك ثم تأخذ البعض أحقادهم لشتيمة هذا الشخص المتغير، ومحاولة النبش غير المنطقي في تاريخه لإثبات المقارنات والتناقضات لوصمه باهتزاز الشخصية، رغم أن الموقف لا يستدعي كل ذلك ولا يفسر بهذا الشكل.


من الشجاعة أن يعبر الفرد عن إقراره بحقه وطبيعته في تغيير رأيه، خاصة إن كان يحاكي الجمهور ويؤثر في أفكارهم، فما تصل إليه ردود الأفعال الناتجة عن عدم فهم هذه الطبيعة تؤثر في مرونة التعاطي للأفكار وتصعب على الفرد تغيير رأيه رغم حاجته إلى هذا التغيير.

من الجيد أيضا أن ينتج التعبير بالرأي عن حرية ذاتية غير تابعة لمتطلبات سوق الأفكار وغير مستهدفة للإقناع الإلزامي الذي يصحبه استجداء مشاعر الجمهور وتعاطفه، فكلما راقبت آراءك وفهمت تغيرها عرفت مدى نمو تجاربك وخبراتك وطريقة عقلك في التعامل مع الحياة، هذا أفضل من التشبث بآراء أصبحت خاطئة غير متناسبة مع الوعي وواقع الحياة.

في المحصلة؛ أنت شجاع، تتغير وتتطور عندما تغير رأيك وتعترف بهذا التغيير بكل بساطة، بعيدا عن العقد.

* كاتبة سعودية