-A +A
عبده خال
انقطعت عن معرض القاهرة للكتاب أكثر من 3 أعوام، وفِي هذه الدورة تفضل عليَّ المشرفون على المعرض أن أكون ضيفاً على أنشطة هذا الموسم.

كانت لي علاقة وطيدة مع المكان في سنوات سابقة، كنت أعرف تفاصيل صغيرة وكبيرة من معرض الكتاب، ومع حضوري في هذه الدورة وجدت أن المكان غدا تحفة جمالية تصميماً واتساعاً وفخامةً، كيف لا وهذا المعرض يحتل المركز الثاني عالمياً في الأهمية.


ثمة امتيازات لمعرض القاهرة قد يكون أهمها فتح الأبواب أمام كل الأفكار والسماح لكل الكتب أن تكون حاضرة كمأدبة فكرية ضخمة.

وقد حضرت معارض عدة في الوطن العربي إلا أن لمعرض القاهرة رونقاً خاصاً، فهنا يتداعى مثقفو العالم العربي من كل حدب وصوب ليكونوا ضمن الفرحة التي تتقلدها القاهرة في موسم الكتاب، وتواجد الكتاب بتلك الكثافة يحمل تقاطعات ثقافية وتعميقاً للعلاقات الأدبية وتكون الفرصة لنقاش الأفكار والأعمال الإبداعية عن قرب، فمعظم الكتاب المتباعدين مكانياً يكون المعرض وعاء لجمع الأطياف مع اختلاف التوجهات في حوارية وتقارب، فكلما تقاربت الأنفس استطاعت أن تخلق تواشجاً إنسانياً يكون داعماً للتقارب، ويكون داعماً لمعرفة الكتاب بعضهم لبعض.

وإذا عدت بالتذكير إلى حجم الكتب المتواجدة في المعرض فلن تكفي أيّام المناسبة لاستيفاء المعروض منها، وتصيبك حسرة أن الكتب التي ترغب في الحصول عليها لن تكفيك 10 حقائب لكي تحملها إلى بلادك وهذه حسرة لن تحل مع حضورك أمام الكتاب في كل مكان يكون الكتاب هو السيد.

مئات الكتب تقف أمامك، وكل كتاب يغريك بالذهاب إليه.

أزمة قصر العمر وكثافة الكتب والأفكار المبثوثة تشعر أنك بأزمة الوقت، إذ يتسلل من بين أيدينا وتقف عاجزاً عن الإحاطة بما تتمنى قراءته.

وتغادر القاهرة متأسفاً على سرعة انقضاء الوقت، وانقضاء الليالي الأدبية التي جمعتك مع أسماء وقامات لها البصمة في مجالها.. وحين تحزم حقائبك للسفر يكون أمل العودة في السنة هو المخفف لما تشعر به من فقد.

عظيمة يا مصر بثقافتك على جميع المستويات.