-A +A
خالد السليمان
وفقا لـ«عكاظ»، فإن وزارة الصحة تلقت خلال عامين عبر رقم الشكاوى الموحد 6589 بلاغا عن المقاصف المدرسية، 65% منها تخص مقاصف المدارس الأهلية، وغالبية الشكاوى تعلقت بوجود سلع ممنوعة كالمشروبات الغازية و«الشيبس» والشوكلاتة !

في الحقيقة أن جزءا كبيرا من مشكلة المقاصف المدرسية أصبحت مشروع استثمار ذاتي للمدارس، وبالتالي تقاطعت المصالح الاستثمارية والأدوار الرقابية عند إدارات المدارس !


وبرأيي أن الحل الوحيد لمشكلات المقاصف المدرسية هو بإلغائها تماما، ويكون للطلاب خيار إحضار وجباتهم المنزلية معهم، على الأقل حتى يتم التأكد من فاعلية آليات الرقابة والالتزام بمعايير إدارة المدارس للمقاصف المدرسية، وهو رأي سبق وأن سمعت الزميل عبدالسلام اليمني يقترحه على نائب وزير الصحة فهد الجلاجل، وأجد نفسي منسجما معه ما دام تحقيق المعايير الصحية يواجه التحديات على أرض الواقع !

في مدرسة أولادي مروا بتجربتين، الأولى خضع المقصف لإدارة شركة صناعة أغذية متخصصة، وكانت ناجحة، والتجربة الثانية تولت فيها الإدارة شركة تغذية تخفيف وزن شهيرة، وكانت أيضا ناجحة، لكن المشكلة كانت في ارتفاع تكلفة الوجبات، مما أرهق كاهل أولياء الأمور، وفي النهاية يبدو أن المسألة لم تحقق التوازن الربحي للشركتين فعادت المقاصف لسيرتها الأولى: بقالة مصغرة !

ولأن من أولويات الإستراتيجية الصحية اليوم تحقيق الوقاية ونشر الوعي كهدف أساسي لوزارة الصحة، فإن البذرة تبدأ من المدرسة، ومقصفها هو بيت الداء والدواء !