-A +A
هيلة المشوح
حين تم الإعلان عن رؤية المملكة 2030 وإطلاق وثيقة برنامج جودة الحياة من قبل مجلس الشؤون الاقتصادية والتي ركزت على تهيئة المملكة كأفضل وجهة للعيش لتحقيق الأهداف التي تضمنتها الرؤية عبر منظومة بيئية تسهم في توفير خيارات جديدة للحياة وتعزز المشاركة الاجتماعية في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية كما تعزز جودة حياة المواطن وخلق فرص وظيفية وتنويع الاقتصاد ورفع مستوى الوعي والثقافة في المملكة، لتتبوأ مدنها مكانة متقدمة بين أفضل المدن في العالم، منذ ذلك الحين حتى اليوم وهاجسي هو «هل سيتحقق كل ذلك مع بقايا وفلول الصحوة»؟!

لست ممن يعشق استحضار الماضي أو التشاؤم من المستقبل، ولكن الواقع يتطلب أن «نفنجل» أعيننا على بعض الممارسات وانتقادها والتنبه لها وطرحها على منصات النقاش كـ(تويتر)، وأعني الممارسات التي تدعو للعودة إلى الوراء والتشدد في الحياة العامة، نعم سيهاجمون من يمس تابوهاتهم وسوف يدافعون عن أفكارهم البالية، ولكن لا يهم طالما أننا نواجههم بما يدعم رؤية المملكة وتوجهاتها القادمة، وتطلعات قيادتها الواعدة.


على طريق الرياض شقراء، استوقفتني لوحة في إحدى المحافظات الصغيرة تحمل عبارة «ممشى للرجال» ولأنه آلمني وجود هذا الفكر الإقصائي العازل للمرأة تزامناً مع التحولات الكبرى التي نمر بها واهتمام القيادة بتعزيز دور المرأة وتمكينها فقد طرحت الموضوع في (تويتر) لجس النبض، وهذا ما أفعله بين الحين والآخر لرصد مدى وعي المجتمع وتغير قناعاته، فكتبت أن محتوى هذه اللوحة لا يدعم رؤية المملكة المستقبلية وتوجهاتها وتساءلت عن: ماذا يريد أن يحققه رئيس بلدية تلك المنطقة من هذا (العزل)، فجاءت الردود كما توقعتها مخيبة للآمال وكانت الأغلبية تبرر هذا الفعل وتراه مناسباً والبعض يتمنى تعميمه وبغض النظر عن صدق هذا التبرير والتمني، من عدمه -وهو الأرجح- فهذا مؤشر لا يسر على كل حال!

آمنت بعد هذه التغريدة والردود عليها أن «الصدمة» التي تحدث عنها ولي العهد يجب أن تكون (بلدوزرية) حاسمة كحل أنجع لزلزلة بقايا الصحوة والعمل على نفض مؤسسات الدولة من هذه العقول واستصلاح بيئة نقية جديرة بمجتمع واع وفاعل لا مجال لديه لاستحضار أيديولوجيا دمرت أجيالا قبله!