-A +A
عبير الفوزان
يوم السبت الماضي فاتت صلاة المغرب 11 امرأة وسبعة رجال، وخمسة صبية، وعاملة منزلية حديثة عهد بالإسلام وهم يقفون بعرباتهم صفوفا طويلة مضنية، بعضهم معه أطفاله في انتظار انتهاء وقت الصلاة الذي يتجاوز نصف ساعة أو أكثر ليقوم المحاسبون الثلاثة بعملهم. بعد أن ينتهي هذا الدور الطويل ويذهب المرء إلى بيته، أو يطلع من هذا الطابور خارج منطقة المحاسبة.. تكون صلاة المغرب قد فاتته.

هذا نموذج بسيط يحدث يوميا في مراكز تسوق عديدة.. وهذا أبسط المواقف التي تمر علينا من جراء الإقفال وقت الصلاة.. ناهيك عن الفوضى وازدحام ممرات المراكز التجارية، وازدحام المصليات التي لم تصمم أصلا لتضم المئات من المصلين والمصليات.


عندما يطالب أحدنا بالنظر في الإقفال أوقات الصلاة ما عدا صلاة الجمعة المنصوص عليها في القرآن الكريم في ترك البيع والسعي لذكر الله، هو طلب لتسهل أداء تلك الفروض في أجواء روحانية.. بدافع الحرص على عمود الدين، وليس بدافع أن المحلات أغلقت فيقوم إليها لتقطيع وقت!

مع ازدياد أعداد الناس التي صارت ترتاد الأسواق والمراكز والمحال التجارية أصبح الإقفال يشكل أزمة حقيقية.. يشبه وقوع حادث سيارة أغلق الطريق، وجعلك في عنق الزجاجة.. لقد بات عنق الزجاجة أسلوب حياة يحاول الكثيرون الفرار منه أو المرور من خلاله بأقل خسائر الوقت وعدم تأخيرهم للصلاة، لاسيما وقت صلاة المغرب الذي فيه يتجنب الكثيرون أداء أي عمل يرتبط بالمحال التجارية حتى لو كانت صيدلية، أو محطة وقود.. فإلى متى ونحن نتوقف ونؤخر صلواتنا كي يقفل الزجاج والأبواب في وجوهنا؟

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com