-A +A
علي محمد الرابغي
أود في البداية أن أقف إعجابا وتقديرا للأسلوب الذي يسود التعامل بين خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ومشعل بن ماجد محافظ جدة.. الذي كان له أثره البالغ في توفير أقصى درجات النمو والتثقيف وإشاعة المعرفة.. ويأتي معرض الكتاب الدولي في جدة ليكون إضافة تفتح آفاق المعرفة لشباب المنطقة الغربية وللعالم بأسره، ومن يشهد كثافة الإقبال على المعرض يستقر في وعيه قناعة أن الكتاب ما زال حيا ينبض ومضات الفكر والمعرفة.. وأود أن أحيي كل الذين ساهموا في إعداد هذا المعرض. وصدق الفيلسوف الذي قال (قل لي ماذا تقرأ أقول لك من أنت)، وفي إقامته في هذا التوقيت (إجازة الربيع) فرصة لكل زوار جدة من مناطق المملكة لزيارته.

معرض جدة للكتاب:


معرض جدة الدولي للكتاب في دورته الرابعة يفتح أبوابه للجمهور ويعود تاريخه إلى العام 1994، حيث نظمت الشركة السعودية للمعارض هذا المعرض وانطلقت فكرته عام 1993 من الغرفة التجارية بجدة.. واستمرت دورات معرض جدة للكتاب بشكل متتالٍ تقريباً منذ عام 2000 وحتى عام 2006، (باستثناء عام 2001).. وكان معرض 2006 الذي نظم في مركز الجمجوم هو الأخير.

وفي عام 2008 أسندت مسؤولية معارض الكتب إلى وزارة الثقافة والإعلام، بعد أن كانت وزارة التعليم العالي تكلف جامعة في كل سنتين لتنظيم معرض دولي للكتاب.

وقد عاد المعرض بعد عشر سنوات ناشد فيها سكان جدة ونخبه الثقافية بضرورة عودة المعرض، فكان لجدة أن يعود لها معرضها عام ٢٠١٥ ليستمر حتى اليوم .. حيث تتواجد 400 دار نشر من 40 دولة حول العالم ومنها 130 دوراً محلية و270 دوراً دولية فيما وصل عدد العارضين لـ 2000 عارض.

وفي هذه النسخة للمعرض يستقطب 180 ألف عنوان في شتى أوعية المعرفة لتلبية أذواق مختلف شرائح المجتمع وربطهم بالثقافة والقراءة وتنمية الحس نحو الاطلاع في مختلف نواحي المعرفة.

كما يتضمن معرض جدة الدولي للكتاب 2018 عددا من الفعاليات ومنها البرنامج الثقافي المتضمن أكثر من 50 فعالية عبر أكثر من 100 مشارك وعدد من الدول العربية والعالمية بعروض فلكلورية ومعارض مصاحبة ومنها "معرض التراث اليمني، ومعرض التراث الأردني، ومعرض التراث الفلسطيني، ومعرض فوتوغرافي لجمهورية المكسيك، ومعرض فوتوغرافي للولايات المتحدة الأمريكية".

الكتاب خير جليس:

كثير منا من يبحث عن صديق ذي أخلاق طيبة، يستفيد منه وينهل من بحر علمه.. لكل باحث عن مثل هذا الصديق ستجده في مكان واحد في المكتبة والصديق هو الكتاب، لن يجد الإنسان جليسا يجالسه ويقضي معه أجمل الأوقات أفضل من هذا الصديق (الكتاب)، فكما قال الشاعر واصفاً الكتاب بأنه خير جليس في الزمان.. لذلك علينا أن نهتم بالقراءة ونجعلها منهاج حياتنا فلا نجعل يوماً يمر دون قراءة.. فالكتاب الجيد كالصديق الجيد لذلك يجب أن نعتني باختيار الكتب التي نقرأها لنبني أفكاراً إيجابية تساعد علي إنارة طريقنا في الحياة، والتغلب على المشاكل.

فللكتاب فوائد كثيرة تفيد الإنسان، وتعمل على تنمية القدرات، وتوسيع دائرة الفكر لدى الشخص الذي يعوّد نفسه على القراءة، حتى يزيد من رصيد المعلومات التي يمتلكها الشخص. فهناك الكثير ممن يعاني من الفراغ، وخاصة الشباب لذلك ننصحهم بتجربة صداقة الكتاب، فهو خير أنيس للإنسان وغذاء العقل.

من هنا نجد أن جدة قد قطعت أشواطا بعيدة فى مضمار السباق نحو المستقبل.. وتنويع مصادر الثقافة والإمتاع والإشباع لكل من في جدة ولزوارها.. وقد أضحت منارة فكرية وثقافية وفنية تضافرت عليها جهود الفنان الشاعر خالد الفيصل ورجل المسؤولية مشعل بن ماجد.. والذي شهد عصره موجات متتالية في سبيل تطوير هذا الثغر الباسم.. وليزيدها ابتساما وحضارة ومكانا ترتفع فيه دواعي الشد والجاذبية في كل عام بل وفي كل شهر بل وفي كل أسبوع.. شكرا لخالد الفيصل ولمشعل بن ماجد .. ولكل الذين أسهموا في هذا المعرض وامتعوا الزوار والعارضين.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي

alialrabghi9@gmail.com