أتحدث هنا بعيدا عن الإقليمية، وإنما توصيف حالة إعلامية انكوت بها بلادنا من خلال الإعلام المعارض لكياننا ووجودنا، وتم تقليبنا على حطب الكراهية أو الحقد أو المزايدة أو التبرؤ أو الانتقاص.. وكل مفردة مما قلتها كان لها نموذج صارخ في الساحة الإعلامية العربية.
أولا نحن مثلنا مثل جميع المجتمعات، لدينا السلبيات والإيجابيات، ونعتقد أننا نحث الخطى باتجاه المجتمعات المتقدمة علميا وتحضرا، وأن خطواتنا اجتازت آلاف الأميال لكي نظهر عما نحن عليه من رفاهية وإنتاج معرفي وإبداعي، وهذا لم يكن منحة من أحد.. نعم عبرنا محنا سياسية عبر التاريخ الحديث، وفي كل محنة نخرج أكثر إصرارا على تجاوز سلبياتنا، وهذه التجارب هي مسيرة حياة تمر بها كل الدول، وإذا كنا محظوظين بالخيرات التي وجد عليها وطننا فليس هذا يعني أن تذهب تلك الخيرات إلى جميع دول العالم من غير بناء الوطن الذي يحمل ذلك الخير الكثير، ومع ذلك فبلادنا تقدم المساعدات إلى جميع الدول من غير منة ولا تنتظر الاعتراف بالجميل، وبرغم أن بعض الدول التي خيرنا مغطٍ رؤوسها وبطونها نتلقى منهم صنوف النكران والتهجم في أغلب الأحيان، ومع ذلك نحن نعرف أننا قوة اقتصادية وطاقات بشرية مبدعة ومنتجة في جميع الحقول العلمية ولم نرض بهذا، فسعينا مواصلة التنمية المستدامة.. ونعرف أن بلادنا ضمت عشرات الجنسيات كطاقة عمالية أسهمت معنا في بناء البلد، ولا ننكر أي يد ساهمت في إقامة الصروح في شتى المجالات.
هذا القول ما هو إلا توصيف، أما ما يؤلم حقا هو نكران الجميل وإلصاق كل نقص بهذا البلد حينما تتم استضافة أي شخصية كانت بيننا، وتلك الشخصيات التي تواجدت على أرضنا أو إعلامنا ونهلت من خيراتنا الشيء الكثير تجد نفسها -الآن- في حالة تبرؤ منّا وكأننا تهمة الكل يحاول مسحها من سيرته الذاتية، وهذا القول أخص به تلك الشخصيات الإعلامية التي قدمها الإعلام السعودي من خلال القنوات الخاصة التي تمتلكها شخصيات سعودية، فتلك القنوات صنعت أسماء إعلامية أصبح لها حضور في الشارع العربي، ها هي الآن تظهر في قنوات كارهة للوجود السعودي، ويتم استضافتها لكي (تلعن أخيرنا أو أسوأنا) بوجه صفيق ومن غير أي لياقة أدبية.
أخيرا.. كانت لدينا فرص رائعة في خلق وصناعة أسماء سعودية من خلال تلك القنوات المحسوبة علينا، إلا أن الواقع ذهب بعيدا عن الشخصية السعودية، وربت القنوات السعودية شخصيات تحمل لنا الحقد على ما نحن عليه.
أكرر هذه ليست إقليمية ممجوجة وإنما توصيف لما حدث ويحدث من قبل شخصيات إعلامية نحن من صنعها.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com
أولا نحن مثلنا مثل جميع المجتمعات، لدينا السلبيات والإيجابيات، ونعتقد أننا نحث الخطى باتجاه المجتمعات المتقدمة علميا وتحضرا، وأن خطواتنا اجتازت آلاف الأميال لكي نظهر عما نحن عليه من رفاهية وإنتاج معرفي وإبداعي، وهذا لم يكن منحة من أحد.. نعم عبرنا محنا سياسية عبر التاريخ الحديث، وفي كل محنة نخرج أكثر إصرارا على تجاوز سلبياتنا، وهذه التجارب هي مسيرة حياة تمر بها كل الدول، وإذا كنا محظوظين بالخيرات التي وجد عليها وطننا فليس هذا يعني أن تذهب تلك الخيرات إلى جميع دول العالم من غير بناء الوطن الذي يحمل ذلك الخير الكثير، ومع ذلك فبلادنا تقدم المساعدات إلى جميع الدول من غير منة ولا تنتظر الاعتراف بالجميل، وبرغم أن بعض الدول التي خيرنا مغطٍ رؤوسها وبطونها نتلقى منهم صنوف النكران والتهجم في أغلب الأحيان، ومع ذلك نحن نعرف أننا قوة اقتصادية وطاقات بشرية مبدعة ومنتجة في جميع الحقول العلمية ولم نرض بهذا، فسعينا مواصلة التنمية المستدامة.. ونعرف أن بلادنا ضمت عشرات الجنسيات كطاقة عمالية أسهمت معنا في بناء البلد، ولا ننكر أي يد ساهمت في إقامة الصروح في شتى المجالات.
هذا القول ما هو إلا توصيف، أما ما يؤلم حقا هو نكران الجميل وإلصاق كل نقص بهذا البلد حينما تتم استضافة أي شخصية كانت بيننا، وتلك الشخصيات التي تواجدت على أرضنا أو إعلامنا ونهلت من خيراتنا الشيء الكثير تجد نفسها -الآن- في حالة تبرؤ منّا وكأننا تهمة الكل يحاول مسحها من سيرته الذاتية، وهذا القول أخص به تلك الشخصيات الإعلامية التي قدمها الإعلام السعودي من خلال القنوات الخاصة التي تمتلكها شخصيات سعودية، فتلك القنوات صنعت أسماء إعلامية أصبح لها حضور في الشارع العربي، ها هي الآن تظهر في قنوات كارهة للوجود السعودي، ويتم استضافتها لكي (تلعن أخيرنا أو أسوأنا) بوجه صفيق ومن غير أي لياقة أدبية.
أخيرا.. كانت لدينا فرص رائعة في خلق وصناعة أسماء سعودية من خلال تلك القنوات المحسوبة علينا، إلا أن الواقع ذهب بعيدا عن الشخصية السعودية، وربت القنوات السعودية شخصيات تحمل لنا الحقد على ما نحن عليه.
أكرر هذه ليست إقليمية ممجوجة وإنما توصيف لما حدث ويحدث من قبل شخصيات إعلامية نحن من صنعها.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com