-A +A
عيسى الحليان
فوجئ المصريون بصورة رئيسهم الأسبق وهو يدخل المحكمة ماشيا ومرتديا بدلة رئاسية ذكرتهم بالأيام الخوالي من فترة حكم هذا الرجل الذي ترجل عن كرسي الرئاسة مختاراً تجنباً للفتنة وإراقة الدماء.

لا أود الخوض في غمار الحقبة السياسية التي تلت فترة حكمه، وكيف كاد الإخوان يقودون مصر إلى الهاوية لولا تدخل الجيش ومبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنقاذ مصر من الكارثة، لكن أود أن أطرح سؤالاً عما قدمه ما يسمى بالربيع العربي للعالم العربي وشعوبه، بعد 8 سنوات من إطاحة بعض الأنظمة في المنطقة العربية.


لندع ليبيا وسوريا جانباً ونتحدث عن مصر وتونس باعتبارهما النموذجين الأنجح في حقبة ما بعد هذا الربيع المزعوم!!

«مركز زغبي للأبحاث»، الذي يشرف عليه «جيمس زغبي» رئيس المعهد العربي الأمريكي، قام باستطلاع هام ينبغي أن تطلع على نتائجه إذا كنت معنيا في معرفة اتجاهات المواطنين في هذين البلدين بعد سنوات من هذه التجربة التاريخية التي كلفت الكثير، فعندما طرح سؤالا على المصريين والتونسيين حول ما إذا كانت بلادهما تسير في الاتجاه الصحيح أم في الاتجاه الخاطئ بعد هذه السنوات الثمان، أجاب واحد فقط من كل خمسة: «إننا نسير بالاتجاه الصحيح»!! وعندما سئلوا عما إذا كانوا أفضل حالاً مقارنة بما كانوا عليه قبل خمسة أعوام مضت أكد 21% من التوانسة و20% من المصريين أنهم أفضل حالاً، في حين أن 59% من التونسيين و64% من المصريين أشاروا إلى أنهم أسوأ حالاً من قبل!!

في حين أن المركز عندما أجرى استطلاعاً للرأي في كلتا الدولتين قبل خمسة أعوام كانت إجابة 94% من التوانسة و85% من المصريين مختلفة ومتفائلة جدا عندما أعربوا عن «أملهم في أن تمضي بلادهما في الاتجاه الصحيح» بعد نجاح الثورتين في الإطاحة بالنظامين الحاكمين آنذاك.

ويشير «جيمس زغبي»، في معرض تعليقه على هذا الاستبيان الهام الذي شارك فيه 1036 مصرياً و841 تونسياً، إلى أن الاهتمامات المشتركة التي تصدرت الأولويات لكلا المجتمعين المصري والتونسي كانت فرص العمل وإنهاء الفساد والمحسوبية وتحسين نظام التعليم وإجراء إصلاحات سياسية وحكومية. هذا الاستبيان الذي كشف «زغبي» الأسبوع الماضي عن أن بعض مؤشراته ومعالمه لم يتم الإفصاح عنها بعد، هو كشف حساب حقيقي لهذا الربيع المزعوم.. فهل من متعظ؟