-A +A
عبده خال
أزمة الصحافة الورقية ليست خافية على أي متابع، فهي تنزع النزع الأخير كما يقال، إلا أن هذه المقولة ينقصها استكمال المشهد لكي ترى أن هذه الصحافة الورقية لا تزال هي المتسيدة في مشهدنا المحلي على مستوى المادة الصحفية.. ولم تستطع مواقع النت الاستقلال التام والانعتاق من الرداء الكلاسيكي للصحافة الورقية.

ولا يوجد موقع إخباري محلي «عبر النت» يمثل استقلالية في صناعة الحدث أو متابعته، فكل الأخبار التي يتم نشرها في الصحف الورقة يتم السطو عليها ونقلها في تلك المواقع «وإن خجل موقع ما أشار إلى مصدر نقل الخبر».. فالصحافة عبر النت ظلت تحوم حول مأدبة الصحف العريقة، وتأخذ مجهوداتها من غير حسابٍ لقانون الملكية الفكرية.. والطريف أن هناك صحفاً إلكترونية تقوم بحجب الأخبار المنقولة من الصحف المحلية، وكأن تلك الأخبار جهد خاص يمنع نسخه أو الاقتباس منه.. يحدث هذا من غير التشدد في حماية حقوق الصحف الورقية. ولو أن تلك الصحف بادرت في منع نقل أو اقتباس أي مادة إعلامية تنشر على صفحاتها فسيختلف الواقع وستتمكن من استعادة جماهيرها «ليس من خلال الورق، وإنما من خلال الموقع الإلكتروني لتلك الجريدة» وفي هذه الاستعادة تستدرج المعلن وتستطيع المطالبة.


ولأن الصحف الورقية تشتكي من قلة استقبال الإعلانات الأمر الذي أدى إلى ضعف مداخيل تلك الصحف، ولأنها صرخت بما فيه الكفاية كاستغاثة لانتشال تاريخ الصحافة المحلية كقوة ناعمة تمثل وعاءً حاضناً للمصالح الوطنية، وكانت تلك الاستغاثة أن يتم انتشال واقعها المالي بصورة مؤقتة ريثما البحث عن وسيلة لاجتذاب المعلن والإبقاء على وجودها بخلع ثوب وارتداء ثوب آخر يتناسب مع زمنية التقنية.

ولا أتصور أن تسقط إمبراطورية صحف محلية بهذه السهولة، وإن كان ولا بد من السقوط فليكن متدرجاً، فالانهيار السريع يحمل دلالات وخيمة وإن لم تظهر على السطح.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com