-A +A
عبير الفوزان
مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه في عام 1984م كفل لمواطني الدول الخليجية الست هوية واحدة (خليجيون) يجمعهم هم مشترك، وربما جمعهم كثير أو قليل من النفط والغاز، لكن الأهم من ذلك هو هذا الخليج العربي الذي على ضفته الأخرى جار إقليمي متحفز بأطماعه القومية.

القمة الخليجية في دورتها التاسعة والثلاثين التي عقدت هذا الأسبوع في الرياض، شددت على ضرورة مواجهة التحديات والتهديدات من إرهاب وتطرف رمى بظلاله على المنطقة وصنع من الجيران أعداء وتحالف مع الأصدقاء ليخترق عصب هذا البيت. إن دول الخليج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة لهذا المجلس الذي أُسس على منهج قوامه تحالف حقيقي.. تحالف عسكري وسياسي واقتصادي بين دول الأعضاء.


إن عدم حضور ممثل حقيقي لدولة قطر إلى قمة الرياض، وبدلا عنه يحضر من يرى أن دولة تهدد الخليج وأمنه وتحتل جزءا من جزره (شريفة) يعني أن هذا التمثيل ضربة من ضروب الفجور. مجلس التعاون الخليجي هو في الأصل بيت لا يهده أصحابه بمجرد خروج أحدهم منه، ولن يتنازل مواطنوه عن هوية لاقت كل الهوى والحب في نفوسهم، فمن الصعب أن تخرج من جلدك أو هويتك، مهما تكالبت المحن.. قدرنا أن نكون خليجيين بهوية تعايشنا معها طيلة أربعة عقود.

الخليج الواحد وحدة ليست مرهونة بالحوادث الطارئة ولا بجنون وهوس السيادة للبعض.. هو حلم مقدر له أن يكبر وأن يكون سدا منيعا في وجه كل من تسول له نفسه المساس بسيادة الخليج العربي وأهله.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com