-A +A
عبير الفوزان
الكتابة عن الكراسي أمر مشوب بالمخاطرة والتأويل، فكل كتابة عن كرسي تؤول إلى كرسي أكبر من واقعه، حيث إن الكرسي رمز لمكان أعلى.

في طفولتي كنت أكره لعبة الكراسي فأنا فاشلة في المزاحمة وبالتالي فاشلة في الحصول على كرسي خاص بي.. ربما لأني لا أستطيع ضبط الإيقاع والجلوس بسرعة.


في المطاعم والمقاهي دائماً ما أكون مسكونة بهاجس الكرسي غير النظيف، وكثيراً ما يكون كذلك، لذا أحرص على أن استرق نظرة إلى الكرسي قبل أن أجلس عليه.

في عملي الأخير، ومنذ عشر سنوات تقريباً أجلس على كرسي مكتبي لم أشتك منه، لكن ظهري اشتكى قبلي. كان الألم يتسلل مع الساعات الطوال، والاستغراق في الكتابة، إلى أن جاء الفرج مع أول طلب مني، لقد كان ألم الظهر سبباً وجيهاً وقاهراً.

والدتي منذ أشهر رأت في المنام أن هناك من أحضر لي كرسياً إلى البيت بمسند ظهر عالٍ. كانت تفاسير أمي الإيجابية أمراً مفرحاً، لكني في أمر تفسير الأحلام لي مدرستي الخاصة التي تنطوي على اللغة. حيث البيت ومسند الظهر ليسا من الإشارات الجيدة.

أصبح الكرسي أمراً مهماً في حياتي، فربما ألغيت سفرة طارئة بسبب كرسي، وربما جلست لدى صديقة أكثر مما ينبغي بسبب كرسي يلائمني.

عندما قررت أن اشتري سيارة خاصة أقودها بنفسي.. لم أسأل عن المميزات.. بقدر ما جربت كراسي جميع موديلات السيارة التي أردت شراءها، وكأني طفلة تلهو من لعبة إلى لعبة.. لقد كنت أبحث عن كرسي ملائم لي قبل السيارة الملائمة!

الكرسي هو ظهرك.. حياتك.. عملك.. رفاهيتك.. الكرسي هو أنت فلا تفرط بكرسي لاءمك، لأن الكراسي مهما كانت ليست بسواء!.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com