-A +A
مها الشهري
في بعض القطاعات الخاصة للأعمال، يطالب الموظف من اللحظة الأولى التي يبدأ فيها بالعمل بالتنازل عن جزء من كرامته وتقدير ذاته لامتصاص غضب العميل وتحمل سوء أخلاقه حتى وإن كان ذلك مطلبا في بعض الحالات الممكنة التي يمكن تجاوزها، إلا أنها غالبا من الأساليب التي تضغط نفسية الموظف وتثير تذمره وتؤثر بالنتيجة على مستوى إنتاجيته، ربما يؤدي العمل بطاقة منخفضة وكراهية من أجل البقاء في العمل فقط، دون حب أو متعة أو سعادة، بينما هذه الجوانب النفسية الناتجة عن هذا الأمر أو غيره لا يهتم بها إلا القليل النادر رغم أهميتها ودورها البارز في نجاح العمل، الذي إذا ما انخفض أداؤه بادرت الجهة باستبدال الموظف وإعادة تدوير نفسية سيئة أخرى في موظف آخر ضحية للضغط وسوء التقدير.

هل يفكر أرباب الأعمال بأن سعادة موظفيهم مرتبطة بارتفاع معدل الإنتاجية، وأن انخفاض الإنتاج يحصل نتيجة سوء المزاجية بصرف النظر عن مقياس الجهد المبذول الذي يقاس عليه في الغالب، لذلك على جهة العمل أن تأخذ في اعتبارها كيف ترضي موظفيها قبل عملائها دون الحط من قدر أي طرف، ودون أن تضغط طاقاتهم من جهة أخرى بلا حوافز مستمرة لتلك الطاقات، بتجاهل الأساليب الجاذبة للموازنة النفسية والجسدية المطلوبة والضرورية في نجاح العمل.


لا أظن أن السياسات الواجب اتباعها في جلب السعادة صعبة على أي جهة عمل، لكنه من الضروري استحداث إدارات في المنظمات الحكومية والخاصة ترسم الخطط الإستراتيجية بقياس التأثير في كل سنة، بحيث تشمل تمكين الأدوات اللازمة التي تستهدف رفع طاقة الموظفين وتحسين مزاجيتهم وإسعادهم، في هذه الحالة ستعم الفائدة على جهة العمل وموظفيها كذلك العملاء.