-A +A
عبير الفوزان
لو كنتُ في القرون الوسطى لتم إعدامي حرقا بتهمة الشعوذة، لكني، ولله الحمد، في زمن فراسة المؤمن، وحدس ابن الصحراء، وهاجس المرأة التي لا تكذب.

كتبت في صحيفة عكاظ، وقبلها في صحيفة الحياة عن زيارتي اليتيمة لإسطنبول والتي رغم أنها تتفوق على كثير من المدن التي تزورها.. جوها عليل.. وطعامها لذيذ.. وتاريخها مثير.. وأناسها لا بأس بهم، فيغريهم كل ذلك بتكرار الزيارة مرات ومرات.


في زيارتي اليتيمة التي حدثت عام 2014 أوجست خيفة لا حد لها، خنقتني غلالة مجهولة.. على الرغم من أني ضحكت فيها.. تسوقت بشراهة.. مددت جسورا من ود بيني وبين من قابلتهم، لكني ما إن غادرتها حتى قررت ألا أعود إليها أبدا !

هل كان بسبب ثلاثة عناصر رأيتهم في مترو إسطنبول يرتدون ملابس أفغانية.. شعورهم طويلة.. يحملون حقائب قماشية؟!.. هل كان بسبب رائحة نفط حرام ينبعث من السيارات؟! هل كان بسبب خوف مجهول من سائق التاكسي الذي سألني عن رئيسهم.. وقلت إن كمال أتاتورك هو أبو تركيا الحديثة! فبهت قائلا: وأردوغان؟!

اليوم في تويتر وعلى خلفية المسلك الذي اتبعته تركيا في قضية خاشقجي.. بدأ الكثيرون يتخذون موقفا محايدا، أو رافضا من السياحة في تركيا بعد ذلك الاندفاع الجامح الذي رافق المسلسلات التركية! هذا الموقف ليس لأن تركيا ذكرتهم بالخازوق العثماني فجأة، وبكل المآسي الإنسانية، بل لأنهم شاهدوا خلال تلك الأزمة وجها انتهازيا مستفزا تفتق مع تصريحاته عن تحليلات فردية في أن الشيطان الأخرس يتكلم متى ما أراد!

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com