-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
توقفت بسيارتي ومعي بعض الأصدقاء عند إحدى إشارات المرور، وإذا بلوحة إعلانية عن إحدى السيارات، كتب فيها عبارة (..........) وليس لها معنى إلا الخداع والتضليل، وللوهلة الأولى، ولمن لا يعرف الكذب والتضليل والخداع، يعتقد أن ثمة تسهيلات في بيع هذه الماركة وهذا النوع من السيارات، إلا أن من كانوا معي أخبروني بأن هناك من ذهب إلى هذه المؤسسة بعد إغراء الإعلان له، على أمل الحصول على السيارة بشروط ميسرة، وأنه سيخرج من مقر هذه المؤسسة ومعه مفاتيح سيارة جديدة، إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما، فالشروط قاسية، والإملاءات معقدة، بل إن تسليم السيارة للمشتري لا يتم إلا بعد أسابيع، ناهيك عن الأسعار المرتفعة.

تعجبت من هذه الدعاية السخيفة التي تخلو من الأخلاق، إذ هي دعاية كاذبة خادعة مضللة، تعود الناس، وبخاصة صغار السن على الكذب، وتفقد المرء ثقته فيما يطلع عليه من إعلانات في شوارعنا والأحرى أن تتسم بالصدق لاعتمادها على أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا ذات الطابع الإسلامي.


لا يمكن أن يكون الحصول على الربح والمكاسب على حساب الفضيلة والأخلاق والقيم، والمطلوب أن تتفق سلوكياتنا في شتى مناحي الحياة مع الأسس المتينة التي قامت عليها دولتنا.

والمطلوب من وزارة الإعلام الغراء متابعة جميع ما يعرض في بلادنا من إعلانات، ومراقبة الشركات والمؤسسات المعلنة، للتأكد من مطابقتها للواقع، حتى لا يقع المواطن فريسة لها.

ينبغي وضع معايير أخلاقية صارمة للإعلانات، وإلزام الشركات ومؤسسات الدعاية بها، ومحاسبة أصحاب الشركات المعلنة عند مخالفة هذه المعايير.

لا نريد أن نعلم أولادنا الكذب والخداع والتضليل، ولا نريد اللعب بمشاعر البسطاء، ولا نريد توريط البعض والوقوع في شراك هذه الإعلانات السخيفة التي تتنافى وقيمنا وأعرافنا.

فهل نجد اهتماما من الجهات المعنية بهذه الظاهرة؟!

آمل ذلك.